وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أيهما أفضل الفقير الصابر أم الغني الشاكر ؟ .
الحديث يتعلق بالمسألة المشهورة بالتفضيل بين الغني الشاكر و الفقير الصابر و قد اشتهر الخلاف و الفقراء ذكروا للرسول صلى الله عليه و سلم ما يقتضي تفضيل الأغنياء بسبب القربات المتعلقة بالمال و أقرهم النبي A على ذلك و لكن علمهم ما يقوم مقام تلك الزيادة فلما قالها الأغنياء ساووهم فيها و بقي معهم رجحان قربات الأموال فقال عليه السلام ذلك فضل يؤتيه من يشاء بتأويل مستكره يخرجه عما ذكرناه من الظاهر و الذي يقتضيه الأصل أنهما إن تساويا و حصل الرجحان بالعبادات المالية أن يكون الغني أفضل و لا شك في ذلك و إنما النظر إذا تساويا في أداء الواجب فقط و انفرد كل واحد بمصلحة ما هو فيه و إذا كانت المصالح متقابلة ففي ذلك نظر يرجع إلى تفسير الأفضل فإن فسر بزيادة الثواب فالقياس يقتضي أن المصالح المتعدية أفضل من القاصرة و إن كان الأفضل بمعنى الأشرف بالنسبة إلى صفات النفس فالذي يحصل للنفس من التطهير للأخلاق و الرياضة لسوء الطباع بسبب الفقر أشرف فيترجح الفقراء و لهذا المعنى ذهب الجمهور من الصوفية إلى ترجيح الفقير الصابر لأن مدار الطريق على تهذيب النفس و رياضتها و ذلك مع الفقر أكثر منه في الغنى فكان الأفضل بمعنى الأشرف و قوله ذهب أهل الدثور الدثر : هو المال الكثير .
و قوله تدركون من سبقكم يحتمل أن يراد به السبق المعنوي وهو السبق في الفضيلة و قوله من بعدكم أي من بعدكم في الفضيلة ممن لا يعمل هذا العمل و يحتمل أن يراد القبلية الزمانية و البعدية الزمانية و لعل الأول أقرب إلى السياق فإن سؤالهم كان عن أمر الفضيلة وتقدم الأغنياء فيها .
و قوله لا يكون أحد أفضل منكم يدل على ترجيح هذه الأذكار على فضيلة المال و على أ تلك الفضيلة للأغنياء مشروطة بأن لا يفعلوا هذا الفعل الذي أمر به الفقراء و في تلك الرواية تعليم كيفية هذا الذكر و قد كان يمكن أن يكون فرادى - أي كل كلمة على حدة - و لو فعل ذلك جاز و حصل به المقصود و لكن بين في هذه الرواية أنه يكون مجموعا و يكون العدد للجملة و إذا كان كذلك يحصل في كل فرد هذا العدد و الله أعلم