وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

جاز قوم جلوس الصحيح وراء الإمام المريض ومنع آخرون و طرق جوابهم عن هذا الحديث .
الخامس : قوله [ و إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون ] أخذ به قوم فأجازوا الجلوس خلف الإمام القاعد للضرورة مع قدرة المأمومين على القيام و كأنهم جعلوا متابعة الإمام عذرا في إسقاط القيام و منعه أكثر الفقهاء المشهورين و المانعون اختلفوا في الجواب عن هذا الحديث على طرق .
الطريق الأول : ادعاء كونه منسوخا و ناسخه صلاة النبي A بالناس في مرض موته قاعدا وهم قيام و أبو بكر قائم يعلمهم بأفعال صلاته و هذا بناء على أن النبي A كان الإمام وأن أبا بكر كان مأموما في تلك الصلاة وقد وقع في ذلك خلاف و موضع الترجيح هو الكلام على ذلك الحديث قال القاضي عياض : قالوا : ثم نسخت إمامة القاعد جملة قوله لا يؤمن أحد بعدي جالسا و بفعل الخلفاء بعده و إنه لم يؤم أحد منه جالسا و إن كان النسخ لا يمكن بعد النبي A فمثابرتهم على ذلك تشهد بصحة نهيه عن إمامة القاعد بعده و تقوي لين هذا الحديث و أقول : هذا ضعيف أما الحديث في [ لا يؤمن أحد بعدي جالسا ] فحديث رواه الدارقطني عن جابر بن زيد الجعفي بضم الجيم و سكون العين عن الشعبي بفتح الشين أن رسول الله A قال : [ لا يؤمن أحد بعدي جالسا ] وهذا مرسل وجابر بن زيد قالوا فيه : متروك ورواه مجالد عن الشعبي وقد استضعف مجالد وأما الاستدلال بترك الخلفاء الإمامة عن قعود فأضعف فإن ترك الشيء لا يدل على تحريمه فلعلهم اكتفوا بالاستنابة للقادرين و إن كان الاتفاق قد حصل على أن صلاة القاعد القائم مرجوحة و إن الأولى تركها فذلك كف في بيان سبب تركهم الإمامة من قعود وقولهم : إنه يشهد بصحة نهيه عن إمامة القاعد بعده ليس كذلك لما بينها من أن الترك للفعل لا يدل على تحريمها .
الطريق الثاني : في الجواب عن هذا الحديث للمانعين ادعاء أن ذلك مخصوص بالنبي A و قد عرف أن الأصل عدمه حتى يدل عليه دليل .
الطريق الثالث : التأويل بأن يحمل قوله [ و إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا ] على أنه إذا كان في حالة الجلوس فاجلسوا و لا تخالفوه بالقيام و كذلك إذا صلى قائما فصلوا قياما أي إذا كان في حالة القيام فقوموا و لا تخالفوه بالقعود وكذلك في قوله إذا ركع فاركعوا و إذا سجد فاسجدوا و هذا بعيد وقد ورد في الأحاديث و طرقها ما ينفيه مثل ما جاء في حديث عائشة Bها الآتي : .
[ أنه أشار إليهم أن اجلسوا ] ومنه تعليل ذلك بموافقة الأعاجم في القيام على ملوكهم و سياق الحديث في الجملة يمنع من سبق الفهم إلى هذا التأويل و الكلام على حديث عائشة مثل الكلام إلى حديث أبي هريرة و ما فيه من الزيادة قد حصل التنبيه عليه