الحديث 406 : : رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها الخ .
الحديث الثاني : عن سهل بن سعد Bه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال [ رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا و ما عليها و موضع سوط أحدكم في الجنة : خير من الدنيا و ما عليها و الروحة يروحها العبد في سبيل الله و الغدوة خير من الدنيا و ما فيها ] .
الرباط مراقبة العدو في الثغور المتاخمة لبلاده .
و في قوله عليه السلام [ خير من الدنيا و ما عليها ] وجهان .
أحدهما : أن يكون من باب تنزيل المغيب منزلة المحسوس تحقيقا له و تثبيتا في النفوس فإن ملك الدنيا و نعيمها و لذاتها محسوسة مستعظمة في طباع النفوس .
فحقق عندها أن ثواب اليوم الواحد في الرباط - وهو من المغيبات - خير من المحسوسات التي عهدتموها من لذات الدنيا .
و الثاني : أنه قد استبعد بعضهم أن يوازن شيء من نعيم الآخرة بالدنيا كلها فحمل الحديث أو ما في معناه على أن هذا الذي رتب عليه الثواب خير من الدنيا كلها لو أنفقت في طاعة الله تعالى و كأنه قصد بهذا أن تحصل الموازنة بين ثوابين أخرويين لاستحقاره الدنيا في مقابلة شيء من الأخرى ولو على سبيل التفضيل و الأول عندي أوجه و أظهر