الاستفتاح والتعوذ والبسملة .
قوله ثم يقول : سبحانك الله وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك .
هذا الاستفتاح هو المستحب عند الإمام أحمد وجمهور أصحابه وقطع به أكثرهم واختار الآجري الاستفتاح بخبر علي Bه كله وهو ( وجهت وجهي - إلى آخره ) واختار ابن هبيرة و الشيخ تقي الدين جمعهما واختار الشيخ تقي الدين أيضا : أنه يقول هذا تارة وهذا أخرى .
قلت : وهو الصواب جمعا بين الأدلة .
قوله ثم يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
وكيفما تعوذ من الوارد فحسن لكن أكثر الأصحاب على أنه يستعيذ كما قال المصنف وعنه يقول مع ذلك ( إن الله هو السميع العليم ) اختاره أبو بكر في التنبيه والقاضي في المجرد و ابن عقيل .
وعنه يقول ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ) جزم به في البلغة و المحرر وقدمه في التلخيص و الرعاية الصغرى و الفائق .
وعنه يزيد معه ( إن الله هو السميع العليم ) جزم به في الهداية و المستوعب و الخلاصة واختاره ابن أبي موسى .
قوله ثم يقول : بسم الله الرحمن الرحيم وليست من الفاتحة .
وهذا المذهب وعليه جماهير الأصحاب ونص عليه قال المصنف والشارح : هي المنصورة عند أصحابنا .
وعنه أنها من الفاتحة اختارها أبو عبد الله بن بطة و أبو حفص العكبري وأطلقهما في المستوعب و الكافي .
فعلى المذهب : هي قرآن وهي آية فاصلة بين كل سورتين سوى براءة وهذا المذهب وعليه جمهور الأصحاب وفي كلا المصنف إشعار بذلك لقوله : ( ثم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ) .
وعنه ليست قرآنا مطلقا بل هي ذكر قال ابن رجب في تفسير الفاتحة : وفي ثبوت هذه الرواية عن أحمد نظر .
فائدة .
ليست البسملة آية من أول كل سورة سوى الفاتحة بلا نزاع قال الزركشي وغيره : ولا خلاف عنه نعلمه أنها ليست آية من أول كل سورة إلا في الفاتحة وجزم به في الفروع و الرعاية و ابن تميم وغيرهم .
تنبيه : ظاهر قوله ولا يجهر بشيء من ذلك أنه لا يجهر بالبسملة سواء قلنا هي من الفاتحة أو لا وهو صحيح وصرح به في المجد في شرحه وقال : الرواية لا تختلف في ترك الجهر وإن قلنا هي من الفاتحة وصرح به ابن حمدان و ابن تميم و ابن الجوزي ( وصاحب التلخيص ) و الزركشي وغيرهم وقدموه وعليه الجمهور فيعايي بها .
وحكى ابن حامد و ابو الخطاب وجها في الجهر بها إن قلنا هي من الفاتحة وذكره ابن عقيل في إشاراته .
وعنه أنه يجهر بها وعنه : أنه يجهر بها في المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وعنه يجهر بها في النفل فقط وقاله القاضي أيضا .
واختار الشيخ تقي الدين : أنه يجهر بها وبالتعوذ والفاتحة في الجنازة ونحوها أحيانا وقال : هو المنصوص تعلما للسنة وقال : يستحب ذلك للتأليف كما استحب الإمام أحمد ترك القنوت في الوتر تأليفا للمأموم