وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) عطف على قوله ( وما محمد إلا رسول ) الخ... والفاء لتعقيب مضمون الجملة المعطوف عليها بمضمون الجملة المعطوفة ولما كان مضمون الجملة المعطوفة إنشاء الاستفهام الإنكاري على مضمونها وهو الشرط وجزاؤه لم يكن للتعقيب المفاد من فاء العطف معنى إلا ترتب مضمون المعطوف على المعطوف عليها ترتب المسبب على السبب فالفاء حينئذ للسببية وهمزة الاستفهام مقدمة من تأخير كشأنها مع حروف العطف والمعنى ترتب إنكار أن ينقلبوا على أعقابهم على تحقيق مضمون جملة القصر : لأنه إذا تحقق مضمون جملة القصر وهو قلب الاعتقاد أو إفراد أحد الاعتقادين تسبب عليه أن يكون انقلابهم على الأعقاب على تقدير أن يموت أو يقتل أمرا منكرا جديرا بعدم الحصول فكيف يحصل منهم وهذا الحكم يؤكد ما اقتضته جملة القصر من التعريض بالإنكار عليهم في اعتقادهم خلاف مضمون جملة القصر فقد حصل الإنكار عليهم مرتين : إحداهما بالتعريض المستفاد من جملة القصر والأخرى بالتصريح الواقع في هاته الجملة .
وقال صاحب الكشاف : الهمزة لإنكار تسبب الانقلاب على خلو الرسول وهو التسبب المفاد من الفاء أي إنكار مجموع مدلول الفاء ومدلول مدخولها مثل إنكار الترتيب والمهلة في قوله تعالى ( أثم إذا ما وقع آمنتم به ) وقول النابغة : .
أثم تعذران إلي منها ... فإني قد سمعت وقد رأيت بأن أنكر عليهم جعلهم خلو الرسل قبل سببا لارتدادهم عند العلم بموته . وعلى هذا فالهمزة غير مقدمة من تأخير لأنها دخلت على فاء السببية . ويرد عليه أنه ليس علمهم بخلو الرسل من قبله مع بقاء أتباعهم متمسكين سببا لانقلاب المخاطبين على أعقابهم وأجيب بأن المراد أنهم لما علموا خلو الرسل من قبله مع بقاء مللهم ولم يجروا على موجب عملهم فكأنهم جعلوا عملهم سببا في تحصيل نقيض أثره على نحو ما يعرض من فساد الوضع في الاستدلال الجدلي وفي هذا الوجه تكلف وتدقيق كثير .
وذهب جماعة إلى الفاء لمجرد التعقب الذكري أو الاستئناف وأنه عطف إنكار تصريحي على إنكار تعريضي وهذا الوجه وإن كان سهلا غير أنه يفيد خصوصية العطف بالفاء دون غيرها على أن شأن الفاء المفيدة للترتيب الذكري المحض أن يعطف بها الأوصاف نحو ( والصافات صفا فالزاجرات زجرا ) أو أسماء الأماكن نحو قوله : .
بين الدخول فحومل ... فتوضح فالمقراة . . إلخ والانقلاب : الرجوع إلى المكان يقال : انقلب إلى منزله وهو هنا مجاز في الرجوع إلى الحال التي كانوا عليها أي حال الكفر . و ( على ) للاستعلاء المجازي لأن الرجوع في الأصل يكون مسببا على طريق . والأعقاب جمع عقب وهو مؤخرة الرجل وفي الحديث " ويل للأعقاب من النار " والمراد جهة الأعقاب أي الوراء .
وقوله ( ومن ينقلب على عقبه فلن يضر الله شيئا ) أي شيئا من الضر ولو قليلا لأن الارتداد عن الدين إبطال لما فيه صلاح الناس فالمرتد يضر بنفسه وبالناس ولا يضر الله شيئا ولكن الشاكر الثابت على الإيمان يجازى بالشكر لأنه سعى في صلاح الناس والله يحب الصلاح ولا يحب الفساد .
والمقصود من الآية العتاب على ما وقع من الاضطراب والثناء على الذين ثبتوا ووعظوا الناس والتحذير من وقوع الارتداد عند موت الرسول عليه السلام وقد وقع ما حذرهم الله منه بعد وفاة الرسول A إذ ارتد كثير من المسلمين وظنوا اتباع الرسول مقصورا على حياته ثم هداهم الله بعد ذلك فالآية قيها إنباء بالمستقبل .
( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ) جملة معترضة الواو اعتراضية .
A E