وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعلى أن البسملة مختلف في كونها آية من أول كل سورة غير براءة أو آية من أول سورة الفاتحة فقط أو ليست بآية من أول شيء من السور ؛ فإن القراء اتفقوا على قراءة البسملة عند الشروع في قراءة سورة من أولها غير براءة . ورووا ذلك عمن تلقوا فأما الذين منهم يروون اجتهادا أو تقليدا أن البسملة آية من أول كل سورة غير براءة فأمرهم ظاهر وقراءة البسملة في أوائل السور واجبة عندهم لا محالة في الصلاة وغيرها وأما الذين لا يروون البسملة آية من أوائل السور كلها أو ما عدا الفاتحة فإن قراءتهم البسملة في أول السورة عند الشروع في قراءة سورة غير مسبوقة بقراءة سورة قبلها تعلل بالتيمن باقتفاء أثر كتاب المصحف أي قصد التشبه في مجرد ابتداء فعل تشبيها لابتداء القراءة بابتداء الكتابة . فتكون قراءتهم البسملة أمرا مستحبا للتأسي في القراءة بما فعله الصحابة الكاتبون للمصحف فقراءة البسملة عند هؤلاء نظير النطق بالاستعاذة ونظير التهليل والتكبير بين بعض السور من آخر المفصل ولا يبسملون في قراءة الصلاة الفريضة وهؤلاء إذا قرأوا في صلاة الفريضة تجري قراءتهم على ما انتهى إليه فهمهم من أمر البسملة من اجتهاد أو تقليد . وبهذا تعلم أنه لا ينبغي أن يؤخذ من قراءتهم قول لهم بأن البسملة آية من أول كل سورة كما فعل صاحب الكشاف والبيضاوي .
واختلفوا في قراءة البسملة في غير الشروع في قراءة سورة من أولها أي في قراءة البسملة بين السورتين .
فورش عن نافع في أشهر الروايات عنه وابن عامر وأبو عمرو وحمزة ويعقوب وخلف لا يبسملون بين السورتين وذلك يعلل بأن التشبه بفعل كتاب المصحف خاص بالابتداء وبحملهم رسم البسملة في المصحف على أنه علامة على ابتداء السورة لا على الفصل إذ لو كانت البسملة علامة على الفصل بين السورة والتي تليها لما كتبت في أول سورة الفاتحة فكان صنيعهم وجيها لأنهم جمعوا بين ما رووه عن سلفهم وبين دليل قصد التيمن ودليل رأيهم أن البسملة ليست آية من أول كل سورة .
وقالون عن نافع وابن كثير وعاصم والكسائي وأبو جعفر يبسملون بين السورتين سوى ما بين الأنفال وبراءة وعدوه من سنة القراءة وليس حظهم في ذلك إلا اتباع سلفهم إذ ليس جميعهم من أهل الاجتهاد ولعلهم طردوا قصد التيمن بمشابهة كتاب المصحف في الإشعار بابتداء السورة والإشعار بانتهاء التي قبلها .
واتفق المسلمون على ترك البسملة في أول سورة براءة وقد تبين وجه ذلك آنفا ووجهه الأئمة بوجوه أخر تأتى في أول سورة براءة وذكر الجاحظ في البيان والتبيين أن مؤرجا السدوسي البصري سمع رجلا يقول " أمير المؤمنين يرد على المظلوم " فرجع مؤرج إلى مصحفه فرد على براءة بسم الله الرحمن الرحيم ويحمل هذا الذي صنعه مؤرج إن صح عنه إنما هو على التمليح والهزل وليس على الجد .
A E