وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد جعل الشكر هنا مناسبا للنعمة المشكور عليها وإنما اعتبر تقدير : إذا أردت الشكر لأن شكر النعمة تنساق إليه النفوس بدافع المروءة في عرف الناس وصدر الكلام ب ( أما ) التفصيلية لأنه تفصيل لمجمل الشكر على النعمة .
ولما كانت ( أما ) بمعنى : ومهما يكن شيء قرن جوابها بالفاء .
A E واليتيم مفعول لفعل ( فلا تقهر ) . وقدم للاهتمام بشأنه ولهذا القصد لم يؤت به مرفوعا وقد حصل مع ذلك الوفاء باستعمال جواب ( أما ) أن يكون مفصولا عن ( أما ) بشيء كراهية موالاة فاء الجواب لحرف الشرط . ويظهر أنهم ما التزموا الفصل بين ( أما ) وجوابها بتقديم شيء من علائق الجواب إلا لإرادة الاهتمام بالمقدم لأن موقع ( أما ) لا يخلو عن اهتمام بالكلام اهتماما يرتكز في بعض أجزاء الكلام فاجتلاب ( أما ) في الكلام أثر للاهتمام وهو يقتضي أن مثار الاهتمام بعض متعلقات الجملة فذلك هو الذي يعتنون بتقديمه وكذلك القول في تقديم ( السائل ) وتقديم ( بنعمة ربك ) على فعليهما .
وقد قوبلت النعم الثلاث المتفرع عليها هذا التفصيل بثلاثة أعمال تقابلها .
فيجوز أن يكون هذا التفصيل على طريقة اللف وانشر المرتب وذلك ما درج عليه الطيبي ويجري على تفسير سفيان بن عينة " السائل " بالسائل عن الدين والهدى فقوله ( فأما اليتيم فلا تقهر ) مقابل لقوله ( ألم يجدك يتيما فآوى ) لا محالة أي فكما آواك ربك وحفظك من عوارض النقص المعتاد لليتم فكن أنت مكرما للأيتام رفيقا بهم فجمع ذلك في النهي عن قهره لأن أهل الجاهلية كانوا يقهرون الأيتام ولأنه إذا نهى عن قهر اليتيم مع كثرة الأسباب لقهره لأن القهر قد يصدر من جراء القلق من مطالب حاجاته فإن فلتات اللسان سريعة الحصول كما قال تعالى ( فلا تقل لهما أف ) وقال ( وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ) .
والقهر : الغلبة والإذل وهو المناسب هنا وتكون هذه المعاني بالفعل كالدع والتحقير بالفعل وتكون بالقول قال تعالى ( وقولوا لهم قولا معروفا ) وتكون بالإشارة مثل عبوس الوجه فالقهر المنهي عنه هو القهر الذي لا يعامل به غير اليتيم في مثل ذلك فأما القهر لأجل الاستصلاح كضرب التأديب فهو من حقوق التربية قال تعالى ( وإن تخالطوهم فإخوانكم ) .
وقوله ( وأما السائل فلا تنهر ) مقابل قوله ( ووجدك ضالا فهدى ) لأن الضلال يستعدي السؤال عن الطريق فالضال معتبر من نصف السائلين . والسائل عن الطريق قد يتعرض لحماقة المسؤول كما قال كعب : .
وقال كل خليل كنت آمله : ... لا ألهينك أني عنك مشغول فجعل الله الشكر عن هدايته إلى طريق الخير أن يوسع باله للسائلين .
فلا يختص السائل بسائل العطاء بل يشمل كل سائل وأعظم تصرفات الرسول A بإرشاد المسترشدين وروي هذا التفسير عن سفيان بن عينة . روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله A قال " إن الناس لكم تبع وإن رجالا يأتوكم من أقطار الأرض يتفقهون فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا " قال هارون العبدي : كنا إذا أتينا أبا سعيد يقول : مرحبا بوصية رسول الله A .
والتعريف في ( السائل ) تعريف الجنس فيعم كل سائل أي عما يسال النبي A عن مثله .
ويكون النشر على ترتيب اللف .
ف'ن فسر ( السائل ) بسائل المعروف كان مقابل قوله ( ووجدك عائلا فأغنى ) وكان من النشر المشوش أي المخالف لترتيب اللف وهو ما درج عليه الكشاف .
والنهر : الزجر بالقول مثل أن يقول : إليك عني . ويستفاد من النهي عن القهر والنهر النهي عما هو أشد منهما في الأذى كالشتم والضرب والاستيلاء على المال وتركه محتاجا وليس من النهر نهي السائل عن مخالفة آداب السؤال في الإسلام .
وقوله ( وأما بنعمة ربك فحدث ) مقابل قوله ( ووجدك عائلا فأغنى ) .
فإن الإغناء نعمة فأمره الله أن يظهر نعمة الله عليه بالحديث عنها وإعلان شكرها .
وليس المراد بنعمة ربك نعمة خاصة وإنما أريد الجنس فيفيد عموما في المقام الخطابي أي حدث ما أنعم الله به عليك من النعم فحصل في ذلك الأمر شكر نعمة الإغناء وحصل الأمر بشكر جميع النعم لتكون الجملة تذييلا جامعا