وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يسقون من ورد البريضة عليهم ... بردى يصفق بالرحيق السلسل وتنافسهم في الخمر مشهور من عوائدهم وطفحت به أشعارهم كقول لبيد : .
أغلي سباء بكل أدكن عاتق ... أو جونة قدحت وفض ختامها و ( تسنيم ) علم لعين في الجنة منقول من مصدر سنم الشيء إذا جعله كهيئة السنام . ووجهوا هذه التسمية بأن هذه العين تصب على جنانهم من علو فكأنها سنام . وهذا العلم عربي المادة والصيغة ولكنه لم يكن معروفا عند العرب فهو مما أخبر به القرآن ولذا قال ابن عباس لما سئل عنه : " هذا مما قال الله تعالى ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) يريد لا يعلمون الأشياء ولا أسماءها إلا ما أخبر الله به . ولغرابة ذلك أحتيج إلى تبيينه بقوله ( عينا يشرب بها المقربون ) أي حال كون التسنيم عينا يشرب بها المقربون .
والمقربون : هم الأبرار أي فالشاربون من هذا الماء مقربون .
وباء ( يشرب بها ) إما سببية وعدي فعل ( يشرب ) إلى ضمير العين بتضمين ( يشرب ) معنى : يمزج لقوله ( ومزاجه من تسنيم ) أي يمزجون الرحيق بالتسنيم . وإما باء الملابسة وفعل ( يشرب ) معدى إلى مفعول محذوف وهو الرحيق أي يشربون الرحيق ملابسين للعين أي محيطين بها وجالسين حولها . أو الباء بمعنى ( من ) التبعيضية قد عد الأصمعي والفارسي وابن قتيبة وابن مالك في معاني الباء وينسب إلى الكوفيين . واستشهدوا له بهذه الآية وليس ذلك ببين فإن الاستعمال العربي يكثر فيه تعدية فعل الشرب بالباء دون ( من ) ولعلهم أرادوا به معنى الملابسة أو كانت الباء زائدة كقول أبي ذؤيب يصف السحاب : .
شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئيج A E ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون [ 29 ] وإذا مروا بهم يتغامزون [ 30 ] وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين [ 31 ] وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لظالون [ 32 ] وما أرسلوا عليهم حافظين [ 33 ] فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون [ 34 ] على الأرائك ينظرون [ 35 ] ) هذا من جملة القول الذي قال يوم القيامة للفجار المحكي بقوله تعالى ( ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ) لأنه مرتبط بقوله في آخره ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ) حكاية كلام يصدر يوم القيامة إذ تعريف ( اليوم ) باللام ونصبه على الظرفية يقتضيان أنه يوم حاضر موقت به الفعل المتعلق هو به ومعلوم أن اليوم الذي يضحك فيه المؤمنون من الكفار وهم على الأرائك هو يوم حاضر حين نزول هذه الآيات وسيأتي مزيد إيضاح لهذا ولأن قوله ( كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) ظاهر في أنه حكاية كون مضى وكذلك معطوفاته من قوله ( وإذا مروا وإذا انقلبوا وإذا رأوهم ) فدل السياق على أن هذا الكلام حكاية قول ينادي به يوم القيامة من حضرة القدس على رؤوس الأشهاد .
فإذا جريت على ثاني الوجهين المتقدمين في موقع جمل ( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين ) الآيات من أنها محكية بالقول الواقع في قوله تعالى ( ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ) إلى هنا فهذه متصلة بها . والتعبير عنهم بالذين أجرموا إظهار في مقام الإضمار على طريقة الالتفات إذ مقتضى الظاهر أن يقال لهم : إنكم كنتم من الذين آمنوا تضحكون وهكذا على طريق الخطاب وإن جريت على الوجه الأول بجعل تلك الجمل اعتراضا فهذه الجملة مبدأ كلام متصل بقوله ( ثم إنهم لصالوا الجحيم ) واقع موقع بدل الاشتمال لمضمون جملة ( إنهم لصالوا الجحيم ) باعتبار ما جاء في آخر هذا من قوله ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ) فالتعبير بالذين أجرموا إذا جار على مقتضى الظاهر وليس بالتفات .
وقد اتضح بما قررناه نظم هذه الآيات من قوله ( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين ) إلى هنا مزيد اتضاح وذلك مما أغفل المفسرون العناية بتوضيحه سوى ن ابن عطية أورد كلمة مجملة فقال " ولما كانت الآيات المتقدمة قد نيطت بيوم القيامة وأن الويل يومئذ للمكذبين ساغ أن يقول ( فاليوم ) على حكاية ما يقال " اه