وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فأما الإهانة فحجبهم عن ربهم والحجب هو الستر ويستعمل في المنع من الحضور لدى الملك ولدى سيد القوم قال الشاعر الذي لم يسم وهو من شواهد الكشاف : .
إذا اعتروا باب ذي عبيه رجبوا ... والناس من بين مرجوب ومحجوب وكلا المعنيين مراد هنا لأن المكذبين بيوم الدين لا يرون الله يوم القيامة حين يراه أهل الإيمان .
ويوضح هذا المعنى قوله في حكاية أحوال الأبرار ( على الأرائك ينظرون ) وكذلك أيضا لا يدخلون حضرة القدس قال تعالى ( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ) وليكون الكلام مفيدا للمعنيين قيل ( عن ربهم لمحجوبون ) دون أن يقال : عن رؤية ربهم أو عن وجه ربهم كما قال في آية آل عمران ( ولا ينظر إليهم يوم القيامة ) .
وأما العذاب فهو ما في قوله ( ثم إنهم لصالوا الجحيم ) .
وقد عطفت جملة بحرف ( ثم ) الدالة في عطفها الجمل على التراخي الرتبي وهو ارتقاء في الوعيد لأنه وعيد بأنهم من أهل النار وذلك أشد من خزي الإهانة .
و ( صالوا ) جمع صال وهو الذي مسه حر النار وتقدم في آخر سورة الانفطار .
والمعنى : أنهم سيصلون عذاب الجحيم .
وأما التقريع مع التأييس من التخفيف فهو مضمون جملة ( ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ) فعطف الجملة بحرف ( ثم ) اقتضر تراخي مضمون الجملة على مضمون التي قبلها أي بعد درجته في الغرض المسوق له الكلام .
واقتضى اسم الإشارة أنهم صاروا إلى العذاب . والإخبار عن العذاب بأنه الذي كانوا به يكذبون يفيد أنه العذاب الذي تكرر وعيدهم به وهو يكذبونه وذلك هو الخلود وهو درجة أشد في الوعيد وبذلك كان مضمون الجملة المعطوفة هي عليها .
أو يكون قوله ( ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ) إشارة إلى جواب مالك خازن جهنم المذكور في قوله تعالى ( ونادوا يا مالك لقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ) فطوى سؤالهم واقتصر على جواب مالك خازن جهنم اعتماد على قرينة عطف جملة هذا المقال ب ( ثم ) الدالة على التراخي .
وبني فعل 0يقال9 للمجهول لعدم تعلق الغرض بمعرفة القائل والمقصد هو القول .
وتقديم ( به ) على ( تكذبون ) للاهتمام بمعاد الضمير مع الرعاية على الفاصلة والباء لتعدية فعل ( تكذبون ) إلى تفرقة بين تعديته إلى الشخص الكاذب فيعدى بنفسه وبين تعديته إلى الخبر المكذب فيعدى بالباء ولعل أصلها باء السببية والمفعول محذوف أي كذب بسببه من أخبره به ولذلك قدره بعض المفسرين : هذا الذي كنتم به تكذبون رسل الله في الدنيا .
( كلا ) A E ردع وإبطال لما تضمنه ما يقال لهم ( هذا الذي كنتم به تكذبون ) فيجوز أن تكون كلمة ( كلا ) مما قيل لهم مع جملة ( هذا الذي كنتم به تكذبون ) ردعا لهم فهي من المحكى بالقول .
ويجوز أن تكون معترضة من كلام الله في القرآن ابطالا لتكذيبهم المذكور .
( إن كتاب الأبرار لفي عليين [ 18 ] وما أدراك ما عليون [ 19 ] كتب مرقوم [ 20 ] يشهده المقربون [ 21 ] ) يظهر أن هذه الآيات المنتهية بقوله ( يشهده المقربون ) من الحكاية وليست من الكلام المحكي بقوله ( ثم يقال ) الخ فإن هذه الجملة بحذافرها تشبه جملة ( إن كتاب الفجار لفي سجين ) الخ أسلوبا ومقابلة . فالوجه أن يكون مضمونها قسيما لمضمون شبيهها فتحصل مقابلة وعيد الفجار بوعد الأبرار ومن عادة القرآن تعقيب الإنذار بالتبشير والعكس لأن الناس راهب وراغب فالتعرض لنعيم الأبرار إدماج اقتضته المناسبة وإن كان المقام من أول السورة مقام إنذار .
ويكون المتكلم بالوعد والوعيد واحدا وجه كلامه للفجار الذين لا يظنون أنهم مبعوثون وأعقبه بتوجيه بكلام للأبرار الذين هم بضد ذلك فتكون هذه الآيات معترضة متصلة بحرف الردع على أوضح الوجهين المتقدمين فيه .
ويجوز أن تكون من المحكي بالقول في ( ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ) فتكون محكية بالقول المذكور متصلة بالجملة التي قبلها وبحرف الإبطال على أن يكون القائلون لهم ( هذا الذي كنتم به تكذبون ) على وجه التوبيخ أعقبوا توبيخهم بوصف نعيم المؤمنين بالبعث تنديما للذين أنكروه وتحسيرا لهم على ما أفاتوه من الخبر .
والأبرار : جمع بر بفتح الباء وهو الذي يعمل البر وتقدم في السورة التي قبل هذه