وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والأرائك : جمع أريكة بوزن سفينة . والأريكة : سرير عليه وسادة معها ستر وهو حجلته والحجلة بفتحتين وبتقديم الحاء المهملة على الجيم : كلة تنصب فوق السرير لتقي الحر والشمس ولا يسمى السرير أريكة إلا إذا كان معه حجلة .
وقيل : كل ما يتوسد ويفترش مما له حشو يسمى أريكة وإن لم تكن له حجلة وفي الإتقان عن ابن الجوزي : أن الأريكة السرير بالحبشية فزاده السيوطي على أبيات ابن السبكي وابن حجر في جمع المعرب في القرآن .
وجملة ( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ) حال ثانية من ضمير الغائب في ( جزاهم ) أو صفة ( جنة ) .
والمراد بالشمس : حر أشعتها فنفي رؤية الشمس في قوله ( لا يرون فيها شمسا ) فيكون نفي رؤية الشمس كناية عن نفي وجود الشمس الذي يلزمه انتفاء حر شعاعها فهو من الكناية التلويحية كقوله : .
" ولا ترى الضب فيها ينجحر أي لا ضب بها فتراه ولا يكون انجحاره .
والزمهرير : اسمك للبرد القوي في لغة الحجاز والزمهرير : اسم البرد .
والمعنى : أن هواء الجنة معتدل لا ألم فيه بحال . وفي كلام الرابعة من نساء حديث أم زرع " زوجي كليل تهامة ولا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة " .
وقال ثعلب : الزمهرير اسم القمر في لغة طيء وأنشد : .
وليلة ظلامها قد اعتكر ... قطعتها والزمهرير ما زهر والمعنى على هذا : أنهم لا يرون في الجنة ضوء الشمس ولا ضوء القمر أي ضوء النهار وضوء الليل لأن ضياء الجنة من نور واحد خاص بها . وهذا معنى آخر غير نفي الحر والبرد .
ومن الناس من يقول : المراد بالشمس حقيقتها وبالزمهرير البرد وأن في الكلام احتباكا والتقدير : لا يرون فيها شمسا ولا قمرا ولا حرا ولا زمهريرا وجعلوه مثالا للاحتباك في المحسنات البديعية ولعل مراده : أن المعنى أن نورها معتدل وهواءها معتدل .
( ودانية عليهم ظلالها ) انتصب ( دانية ) عطفا على ( متكئين ) لأن هذا حال سببي من أحوال المتكئين أي ظلال شجر الجنة قريبة منهم . و ( ظلالها ) فاعل ( دانية ) وضمير ( ظلالها ) عائد إلى ( جنة ) .
ودنو الظلال : قربها منهم وإذ لم يعهد وصف الظل بالقرب يظهر أن دنو الظلال كناية عن تدلي الأدواح التي من شأنها أن تظلل الجنات في معتاد الدنيا ولكن الجنة لا شمس فيها فيستظل من حرها فتعين أن تركيب ( دانية عليهم ظلالها ) مثل يطلق على تدلي أفنان الجنة لأن الظل المظلل للشخص لا يتفاوت بدنو ولا بعد وقد يكون ( ظلالها ) مجازا مرسلا عن الأفنان بعلاقة اللزوم .
والمعنى : أن أدواح الجنة قريبة من مجالسهم وذلك مما يزيدها بهجة وحسنا وهو في معنى قوله تعالى ( قطوفها دانية ) .
ولذلك عطف عليه جملة ( وذللت قطوفها تذليلا ) أي سخرت لهم قطوف تلك الألواح وسهلت لهم بحيث لا التواء فيها ولا صلابة تتعب قاطفها ولا يتمطون إليها بل يجتنونها بأسهل تناول .
فاستعير التذليل للتيسير كما يقال : فرس ذلول : أي مطواع لراكبه وبقرة ذلول أي ممرنة على العمل وتقدم في سورة البقرة .
والقطوف : جمع قطف بكسر القاف وسكون الطاء وهو العنقود من التمر أو العنب سمي قطفا بصيغة من صيغ المفعول مثل ذبح لأنه يقصد قطفه فإطلاق القطف عليه مجاز باعتبار المآل شاع في الكلام . وضمير ( قطوفها ) عائد إلى ( جنة ) أو إلى ( ظلالها ) باعتبار الظلال كناية عن الأشجار .
و ( تذليلا ) مصدر مؤكد لذلك أي تذليلا شديدا منتهيا .
A E ( ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا [ 15 ] قواريرا من فضة قدروها تقديرا [ 16 ] ) عطف على جملة ( يشربون من كأس ) الخ كما اقتضاه التناسب بين جملة ( يشربون ) وجملة ( يطاف عليهم ) في الفعلية والمضارعية وذلك من أحسن أحوال الوصل عاد الكلام إلى صفة مجالس شرابهم .
وهذه الجملة بيان لما أجمل في جملة ( إن الأبرار يشربون من كأس ) . وإنما عطف عليها لما فيها من مغايرة مع الجملة المعطوف عليها من صفة آنية الشراب فلهذه المناسبة أعقب ذكر مجالس أهل الجنة ومتكآتهم بذكر ما يستتبعه مما تعارفه أهل الدنيا من أحوال أهل البذخ والترف واللذات بشرب الخمر إذ يدير عليهم آنية الخمر سقاة . وإذ قد كان ذلك معروفا ولم تكن حاجة إلى ذكر فاعل الطواف فبني للنائب