وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأما كون خلقهم أطوارا فلأن الأطوار التي يعلمونها دالة على رفقه بهم في ذلك التطور فذلك تعريض بكفرهم النعمة ولأن الأطوار دالة على حكمة الخالق وعلمه وقدرته فإن تطور الخلق من طور النطفة إلى طور الجنين إلى طور خروجه طفلا إلى طور الصبا إلى طور بلوغ الأشد إلى طور الشيخوخة وطور الموت على الحياة وطور البلى على الأجساد بعد الموت كل ذلك والذات واحدة فهو دليل على تمكن الخالق من كيفيات الخلق والتبديل في الأطوار وهم يدركون ذلك بأدنى التفات الذهن فكانوا محقوقين بأن يتوصلوا به إلى معرفة عظمة الله وتوقع عقابه لأن الدلالة على ذلك قائمة بأنفسهم وهل التصرف فيهم بالعقاب والإثابة إلا دون التصرف فيهم بالكون والفساد .
والأطوار : جمع طور بفتح فسكون والطور : التارة وهي المرة من الأفعال أو من الزمان فأريد من الأطوار هنا ما يحصل في المرات والأزمان من أحوال مختلفة لأنه لا يقصد من تعدد المرات والأزمان إلا تعدد ما يحصل فيها فهو تعدد بالنوع لا بالتكرار كقول النابغة : .
فإن أفاق لقد طالت عمايته ... والمرء يخلق طورا بعد أطوار وانتصب ( أطوارا ) على الحال من ضمير المخاطبين أي تطور خلقهم لأن ( أطوارا ) صار في تأويل أحوالا في أطوار .
( ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا [ 15 ] وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا [ 16 ] ) إن كان هذا من حكاية كلام نوح عليه السلام لقومه كما جرى عليه كلام المفسرين كان تخلصا من التوبيخ والتعريض إلى الاستدلال عليهم بآثار وجود الله ووحدانيته وقدرته مما في أنفسهم من الدلائل إلى ما في العالم منها لما علمت من إيذان قوله ( وقد خلقكم أطوارا ) من تذكير بالنعمة وإقامة للحجة فتخلص منه لذكر حجة أخرى فمان قد نبههم على النظر في أنفسهم أولا لأنها أقرب ما يحسونه ويشعرون به ثم على النظر في العالم وما سوي فيه من العجائب الشاهدة على الخالق العليم القدير .
وإن كان من خطاب الله تعالى للأمة وهو ما يسمح به سياق السورة من الاعتبار بأحوال الأمم الماضية المساوية لأحوال المشركين كان هذا الكلام اعتراضا للمناسبة .
والهمزة في ( ألم تروا للاستفهام التقريري ) مكنى به عن الإنكار عن عدم العلم بدلائل ما يرونه .
A E والرؤيا بصرية . ويجوز أن تكون علمية أي ألم تعلموا فيدخل فيه المرئي من ذلك . وانتصب ( كيف ) على المفعول به ل ( ترو ) ف ( كيف ) هنا مجردة عن الاستفهام متمحضة للدلالة على الكيفية أي الحالة .
والمعنى : ألستم ترون هيئة وحالة خلق الله السماوات .
والسماوات : هنا هي مدارات بمعنى الكواكب فإن لكل كوكب مدارا قد يكون هو سماؤه .
وقوله ( سبع سماوات ) يجوز أن يكون وصف ( سبع ) معلوما للمخاطبين من قوم نوح أو من أمة الدعوة الإسلامية بأن يكونوا علموا ذلك من قبل ؛ فيكون مما شمله فعل ( ألم تروا ) . ويجوز أن يكون تعليما للمخاطبين على طريقة الإدماج ولعلهم كانوا سلفا للكلدانيين في ذلك .
و ( طباقا ) : بعضها أعلى من بعض وذلك يقتضي أنها منفصل بعضها عن بعض وأن بعضها أعلى من بعض سواء كانت متماسة أو كان بينها ما يسمى بالخلاء .
وقوله ( وجعل القمر فيهن نورا ) صالح لاعتبار القمر من السماوات أي الكواكب على الاصطلاح القديم المبني على المشاهدة لأن ظرفي ( في ) تكون لوقوع المحوي في حاوية مثل الوعاء وتكون لوقوع الشيء بين جماعته كما في حديث الشفاعة " وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها " وقول النميري : .
تضوع مسكا بطن نعمان أن مشت ... به زينب في نسوة خفرات والقمر كائن في السماء المماسة للأرض وهي المسماة بالسماء الدنيا والله أعلم بأبعادها .
وقوله ( وجعل الشمس سراجا ) هو بتقدير : وجعل الشمس فيهن سراجا والشمس من الكواكب .
والإخبار عن القمر بأنه نور مبالغة في وصفه بالإنارة بمنزلة الوصف بالمصدر . والقمر ينير ضوءه الأرض إنارة مفيدة بخلاف غيره من نجوم الليل فإن إنارتها لا تجدي البشر .
والسراج : المصباح الزاهر نوره الذي يوقد بفتيلة في الزيت يضيء التهابها المعدل بمقدار بقاء مادة الزيت تغمرها