وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأدمج في ذلك أن الله نجى المؤمنين من العذاب وفي ذلك تذكير بنعمة الله على البشر إذ أبقى نوعهم بالإنجاء من الطوفان .
ووصف أهوال من الجزاء وتفاوت الناس يومئذ فيه ووصف فظاعة حال العقاب على الكفر وعلى نبذ شريعة الإسلام والتنويه بالقرآن .
وتنزيه الرسول A وعن أن يكون غير رسول .
وتنزيه الله تعالى عن أن يقر من يتقول عليه .
وتثبيت الرسول A .
وإنذار المشركين بتحقيق الوعيد الذي في القرآن .
( الحاقة [ 1 ] ما الحاقة [ 2 ] وما أدراك ما الحاقة [ 3 ] ) الحاقة صيغة فاعل من : حق الشيء إذا ثبت وقوعه والهاء فيها لا تخلو عن أن تكون هاء تأنيث فتكون الحاقة وصفا لموصوف مقدر مؤنث اللفظ أو أن تكون هاء مصدر على وزن فاعلة مثل الكاذبة للكذب والخاتمة للختم والباقية للبقاء والطاغية للطغيان والنافلة والخاطئة وأصلها تاء المرة ولكنها لما أريد المصدر قطع النظر عن المرة مثل كثير من المصادر التي على وزن فعلة غير ما رد به المرة مثل قولهم ضربة لازب . فالحاقة إذن بمعنى الحق كما يقال " من حاق كذا " أي من حقه .
وعلى الوجهين فيجوز أن يكون المراد بالحاقة المعنى الوصفي أي حاثة تحقق أو حق يحق .
ويجوز أن يكون المراد بها لقبا ليوم القيامة وروي ذلك عن ابن عباس وأصحابه وهو الذي درج عليه المفسرون فلقب بذلك " يوم القيامة " لأنه يوم محقق وقوعه كما قال تعالى ( وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه ) أو لأنه تحقق فيه الحقوق ولا يضاع الجزاء عليها قال تعالى ( ولا تظلمون فتيلا ) وقال ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .
وإيثار هذه المادة وهذه الصيغة يسمح باندراج معان صالحة بهذا المقام فيكون ذلك من الإيجاز البديع لتذهب نفوس السامعين كل مذهب ممكن من مذاهب الهول والتخويف بما يحق حلوله بهم .
A E فيجوز أيضا أن تكون ( الحاقة ) وصفا لموصوف محذوف تقديره : الساعة الحاقة أو الواقعة الحاقة فيكون تهديدا بيوم أو وقعة يكون فيها عقاب شديد للمعرض بهم مثل يوم بدر أو وقعته وأن ذلك حق لا ريب في وقوعه ؛ أو وصفا للكلمة أي كلمة الله التي حقت على المشركين من أهل مكة قال تعالى ( وكذلك حقت كلمات ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار ) أو التي حقت للنبي A أن ينصره الله قال تعالى ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين ) .
ويجوز أن تكون مصدرا بمعنى الحق فيصح أن يكون وصفا ليوم القيامة بأنه حق كقوله تعالى ( واقترب الوعد الحق ) أو وصفا للقرآن كقوله ( إن هذا لهو القصص الحق ) أو أريد به الحق كله كما جاء به القرآن من الحق قال تعالى ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ) وقال ( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق ) .
وافتتاح السورة بهذا اللفظ ترويع للمشركين .
و ( الحاقة ) مبتدأ و ( ما ) مبتدأ ثان . و ( الحاقة ) المذكورة ثانيا خبر المبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول .
و ( ما ) اسم استفهام مستعمل في التهويل والتعظيم كأنه قيل : أتدري ما الحاقة ؟ أي ما هي الحاقة أي شيء عظيم الحاقة . وإعادة اسم المبتدأ في الجملة الواقعة خبرا عنه تقوم مقام ضميره في ربط الجملة المخبر بها . وهو من الإظهار في مقام الإضمار لقصد ما في الاسم من التهويل . ونظيره في ذلك قوله تعالى ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ) .
وجملة ( وما أدراك ما الحاقة ) يجوز أن تكون معترضة بين جملة ( ما الحاقة ) وجملة ( كذبت ثمود وعاد بالقارعة ) والواو اعتراضية .
ويجوز أن تكون الجملة معطوفة على جملة ( ما الحاقة ) .
و ( ما ) الثانية استفهامية والاستفهام بها مكنى به عن تعذر إحاطة علم الناس بكنه الحاقة لأن الشيء الخارج عن الحد المألوف لا يتصور بسهولة فمن شأنه أن يتساءل عن فهمه .
والخطاب في قوله ( وما أدراك ) لغير معين . والمعنى : الحاقة أمر عظيم لا تدركون كنهه