وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( لولا ) حرف امتناع لوجود تفيد امتناع جوابها لآجل وجود شرطها أي وجود تقدير الله جلاءهم سبب لانتفاء تعذيب الله إياهم في الدنيا بعذاب آخر .
وإنما قدر الله لهم الجلاء دون التعذيب في الدنيا لمصلحة اقتضتها حكمته وهي أن يأخذ المسلمون أرضهم وديارهم وحوائطهم دون إتلاف من نفوس المسلمين مما لا يخلو منه القتال لأن الله أراد استبقاء قوة المسلمين لما يستقبل من الفتوح فليس تقدير الجلاء لهم القصد اللطف بهم وكرامتهم وإن كانوا قد آثروه على الحرب .
ومعنى ( كتب الله عليهم ) قدر لهم تقديرا كالكتابة في تحقيق مضمونه وكان مظهر هذا التقدير الإلهي ما تلاحق بهم من النكبات من جلاء النضير ثم فتح قريظة ثم فتح خيبر .
والجلاء : الخروج من الوطن بنية عدم العود قال زهير : .
فإن الحق مقطعة ثلاث ... يمين أو نفار أو جلاء واعلم أن ( أن ) الواقعة بعد ( لولا ) هنا مصدرية لأن ( أن ) الساكنة النون إذا لم تقع بعد فعل علم يقين أو ظن ولا بعد ما فيه معنى القول فهي مصدرية وليست مخففة من الثقيلة .
( ولهم في الآخرة عذاب النار [ 3 ] ) عطف على جملة ( لولا أن كتب الله عليهم ) الآية أو على جملة ( هو الذي أخرج الذين كفروا ) الآيات وليس عطفا على جواب ( لولا ) فإن عذاب النار حاق عليهم وليس منتفيا . والمقصود الاحتراس من توهم أن الجلاء بدل من عذاب الدنيا ومن عذاب الآخرة .
( ذلك بأنهم شآقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله فإن الله شديد العقاب [ 4 ] ) الإشارة إلى جميع ما ذكر من إخراج الذين كفروا من ديارهم وقذف الرعب في قلوبهم وتخريب بيوتهم وإعداد العذاب لهم في الآخرة .
والباء للسببية وهي جارة للمصدر المنسبك من ( أن ) وجملتها .
والمشاقة : المخاصمة والعداوة قال تعالى ( ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ) وقد تقدم نظيره في أول الأنفال .
والمشاقة كالمحادة مشتقة من الاسم . وهو الشق كما اشتقت المحادة من الحد كما تقدم في أول سورة المجادلة . وتقدم في سورة النساء ( وإن خفتم شقاق بينهما ) .
وقد كان بنو النضير ناصبوا المسلمين العداء بعد أن سكنوا المدينة وأضروا المنافقين وعاهدوا مشركي أهل مكة كما علمت آنفا .
وجملة ( ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب ) تذييل أي شديد العقاب لكل من يشاققه من هؤلاء وغيرهم .
A E وعطف اسم الرسول A على اسم الجلالة في الجملة الأولى لقصر تعظيم شأن الرسول A ليعلموا أن طاعته طاعة لله لأنه إنما يدعو إلى ما أمره الله بتبليغه ولم يعطف اسم الرسول A في الجملة الثانية استغناء بما علم من الجملة الأولى .
وأدغم القافان في ( يشاق ) لأن الإدغام والإظهار من مثله جائزان في العربية . وقرئ بهما في قوله تعالى ( ومن يرتدد منكم عن دينه ) في سورة العقود . والفك لغة الحجاز . والإدغام لغة بقية العرب .
وجملة ( فإن الله شديد العقاب ) دليل جواب ( من ) الشرطية إذ التقدير : ومن يشاقق الله فالله معاقبهم إنه شديد العقاب .
( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قآئمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين [ 5 ] ) استئناف ابتدائي أفضى به إلى المقصد عن السورة عن أحكام أموال بني النضير وإشارة الآية إلى ما حدث في حصار بني النضير وذلك أنهم قبل أن يستسلموا اعتصموا بحصونهم فحاصرهم المسلمون وكانت حوائطهم خارج قريتهم وكانت الحوائط تسمى البويرة " بضم الباء الموحدة وفتح الواو وهي تصغير بؤر بهمزة مضمومة بعد الباء فخففت واوا " عمد بعض المسلمين إلى قطع بعض نخيل النضير قيل بأمر من النبي A وقيل بدون أمره ولكنه لم يغيره عليهم . فقيل كان ذلك ليوسعوا مكانا لمعسكرهم وقيل لتخويف بني النضير ونكايتهم وأمسك بعض الجيش عن قطع النخيل وقالوا : لا تقطعوا مما أفاء الله علينا . وقد ذكر أن النخلات التي قطعت ست نخلات أو نخلتان . فقالت اليهود : يا محمد ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر وهل وجدت فيما أنزل عليك إباحة الفساد في الأرض فأنزل الله هذه الآية