وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمجادلة : الاحتجاج والاستدلال وتقدمت في قوله ( يجادلونك في الحق بعد ما تبين ) في سورة الأنفال .
والاشتكاء مبالغة في الشكوى وهي ذكر ما آذاه يقال : شكى وتشكى واشتكى وأكثرها مبالغة : اشتكى والأكثر أن تكون الشكاية لقصد طلب إزالة الضر الذي يشتكي منه بحكم أو نصر أو إشارة بحيلة خلاص .
وتعلق فعل التجادل بالكون في زوجها على نية مضاف معلوم من المقام في مثل هذا أي في شأن زوجها وقضيته كقوله تعالى ( يجادلنا في قوم لوط ) وقوله ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا ) وهو من المسألة الملقبة في أصول الفقه بإضافة التحليل والتحريم إلى الأعيان في نحو ( حرمت عليكم الميتة ) . والتحاور تفاعل من حار إذا أجاب فالتحاور حصول الجواب من جانبين فاقتضت مراجعة بين شخصين .
والسماع في قوله ( والله يسمع تحاوركما ) مستعمل في معناه الحقيقي المناسب لصفات الله إذ لا صارف يصرف عن الحقيقة . وكون الله تعالى عالما بما جرى من المحاورة معلوم لا يراد من الإخبار به إفادة الحكم فتعين صرف الخبر إلى إرادة الاعتناء بذلك التحاور والتنويه به وبعظيم منزلته لاشتماله على ترقب النبي A ما ينزله عليه وحي وترقب المرأة الرحمة وإلا فإن المسلمين يعلمون أن الله عالم بتحاورهما .
A E وجملة ( والله يسمع تحاوركما ) في موضع الحال من ضمير ( تجادلك ) . وجيء بصيغة المضارع لاستحضار مقارنة علم الله لتحاورهما زيادة في التنويه بشأن ذلك التحاور .
وجملة ( الله سميع بصير ) تذييل لجملة ( والله يسمع تحاوركما ) أي أن الله عالم بكل صوت وبكل مرئي . ومن ذلك محاورة المجادلة ووقوعها عند النبي A . وتكرير اسم الجلالة في موضع إضماره ثلاث مرات لتربية المهابة وإثارة تعظيم منته تعالى ودواعي شكره .
( الذين يظهرون منكم من نسائكم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا ألآئي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور [ 2 ] ) تتنزل جملة ( الذين يظهرون منكم من نسائكم ) وما يتم أحكامها منزلة البيان لجملة ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) الآية لأن فيها مخرجا مما بحق بالمجادلة من ضر بظهار زوجها وإبطالا له ولها أيضا موقع الاستئناف البياني لجملة ( قد سمع الله ) فإن قوله ( قد سمع الله ) يثير سؤالا في النفس أن تقول : فماذا نشأ عن استجابة الله لشكوى المجادلة فيجاب بما فيه المخرج لها منه .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ( يظهرون ) بفتح الياء وتشديد الظاء والهاء مفتوحتين بدون ألف بعد الظاء على أن أصله : يتظهرون فأدغمت التاء في الظاء لقرب مخرجيهما وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف يظاهرون بفتح الياء وتشديد الظاء والألف بعدها على أن أصله : يتظاهرون فأدغمت التاء كما تقدم وقرأ عاصم ( يظاهرون ) بضم الياء وتخفيف الظاء وألف وكسر الهاء على أنه مضارع ظاهر .
ولم يأت مصدره إلا على وزن الفعال ووزن المفاعلة . يقال : صدر منه ظهار ومظاهرة ولم يقولوا في مصدره بوزن التظهر فقرأ نافع قد استغنى فيها عن مصدره بمصدر مرادفه .
ومعناه أن يقول الرجل لزوجه : أنت علي كظهر أمي . وكان هذا قولا يقولونه في الجاهلية يريدون به تأبيد تحريم نكاحا وبت عصمته . وهو مشتق من الظهر ضد البطن لأن الذي يقول لامرأته أنت علي كظهر أمي يريد ذلك أنه حرمها على نفسه . كما أن أمه حرام عليه فإسناد تركيب التشبيه إلى ضمير المرأة على تقدير حالة من حالاتها وهي حالة الاستمتاع المعروف سلكوا في هذا التحريم مسلك الاستعارة المكنية بتشبيه الزوجة حين يقربها زوجها بالراحلة وإثبات الظهر لها تخيل للاستعارة ثم تشبيه ظهر زوجته بظهر أمه أي في حالة من أحواله وهي حالة الاستمتاع المعروف . وجعل المشبه ذات الزوجة . والمقصود أخص أحوال الزوجة وهو حال قربانها فآل إلى إضافة الأحكام إلى الأعيان .
فالتقدير : قربانك كقربان ظهر أمي أي اعتلائها الخاص . ففي هذه الصيغة حدث ومجيء حروف لفظ ظهر في صيغة ظهار أو مظاهرة يشير إلى صيغة التحريم التي هي ( أنت علي كظهر أمي ) إيماء إلى تلك الصيغة على نحو ما يستعمل في النحت وليس هو من النحت لأن النحت يشتمل على حروف من عدة كلمات