وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد تقدم ذكر الحديد ومعدنه وصناعته في تفسير قوله تعالى ( آتوني زبر الحديد ) في سورة الكهف .
وجملة ( إن الله قوي عزيز ) تعليل لجملة ( أرسلنا رسلنا بالبينات ) إلى آخرها أي لأن الله قوي عزيز في شؤونه القدسية فكذلك يجب أن تكون رسله أقوياء أعزة وأن تكون كتبه معظمة موقرة وإنما يحصل ذلك في هذا العالم المنوطة أحدثه بالأسباب المجعولة بأن ينصره الرسل وأقوام مخلصون لله ويعينوا على نشر دينه وشرائعه .
والقوي العزيز : من أسمائه تعالى . فالقوي : المتصف بالقوة قال تعالى ( ذو القوة المتين ) وتقدم القوي في قوله ( إن الله قوي شديد العقاب ) .
والعزيز : المتصف بالعزة وتقدمت في قوله ( إن العزة لله جميعا ) في سورة البقرة . وقوله ( فاعلموا أن الله عزيز حكيم ) .
( ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون [ 26 ] ) معطوف على جملة ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ) عطف الخاص على العام لما أريد تفصيل لإجماله تفصيلا يسجل به انحراف المشركين من العرب والضالين من اليهود عن مناهج أبويهما : نوح وإبراهيم قال تعالى في شأن بني إسرائيل ( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا ) والعرب لا ينسون أنهم من ذرية نوح كما قال النابغة يمدح النعمان بن المنذر : .
فألفيت الأمانة لم تخنها ... كذلك كان نوح لا يخون والنبوءة في ذريتهما كنبوءة هود وصالح وتبع ونبوءة إسماعيل وإسحاق وشعيب ويعقوب .
والمراد ب ( الكتاب ) ما كان بيد ذرية نوح وذرية إبراهيم من الكتاب التي فيها أصول ديانتهم من صحف إبراهيم وما حفظوه من وصاياه ووصايا إسماعيل وإسحاق .
والفسق : الخروج عن الاهتداء ومن الفاسقين : المشركون من عاد وثمود وقوم لوط واليمن والأوس والخزرج وهم من ذرية نوح ومن مدين والحجاز وتهامة وهم من ذرية إبراهيم .
والمراد : من ( أشركوا ) قبل مجيء الإسلام لقوله ( ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم ) .
( ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون [ 27 ] ) ( ثم ) للتراخي الرتبي لأن بعثة رسل الله الذين جاءوا بعد نوح وإبراهيم ومن سبق من ذريتهما أعظم مما كان لدى ذرية إبراهيم قبل إرسال الرسل الذين قفى الله بهم إذ أرسلوا إلى أمم كثيرة مثل عاد وثمود وبني إسرائيل وفيهم شريعة عظيمة وهي شريعة التوراة .
والتقفية : إتباع الرسول برسول آخر مشتقة من القفا لأنه يأتي بعده فكأنه يمشي عن جهة قفاه وقد تقدم في قوله تعالى ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ) في سورة البقرة .
والآثار : مجع الأثر وهو ما يتركه السائر من مواقع رجليه في الأرض قال تعالى ( فارتدا على آثارهما قصصا ) .
وضمير الجمع في قوله ( على آثارهم ) عائد إلى نوح وإبراهيم وذريتهما الذين كانت فيهم النبوة والكتاب فأما الذين كانت فيهم النبوة فكثيرون وأما الذين كان فيهم الكتاب فمثل بني إسرائيل .
و ( على ) للاستعلاء . وأصل ( قفى على أثره ) يدل على قرب ما بين الماشين أي حضر الماشي الثاني قبل أن يزول أثر الماشي الأول وشاع ذلك حتى صار قولهم : على أثره بمعنى بعده بقليل أو متصلا شأنه بشأن سابقه وهذا تعريف للأمة بأن الله أرسل رسلا كثيرين على وجه الإجمال وهو تمهيد للمقصود من ذكر الرسول الأخير الذي جاء قبل الإسلام وهو عيسى عليه السلام .
وفي إعادة الفعل ( قفينا ) وعدم إعادة ( على آثارهم ) إشارة إلى بعد المدة بين آخر رسل إسرائيل وبين عيسى فإن آخر رسل إسرائيل كان يونس بن متى أرسل إلى أهل نينوى أول القرن الثامن قبل المسيح فلذلك لم يكن عيسى مرسلا على آثار من قبله من الرسل .
A E والإنجيل : هو الوحي الذي أنزله الله على عيسى وكتبه الحواريون في أثناء ذكر سيرته