وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويجوز عندي أن يكون الضمير عائدا إلى الجمع من قوله ( سيهزم الجمع ) إلى ( المجرمين ) في قوله ( إن المجرمين في ضلال وسعر ) الخ والمعنى كل شيء فعله المشركون من شرك وأذى للنبي A وللمسلمين معدود عليهم مهيأ عقابهم عليه لأن الإخبار عن إحصاء أعمال الأمم الماضية قد أغنى عنه الإخبار عن إهلاكهم فالأجدر تحذير الحاضرين من سوء أعمالهم .
والزبر : جمع زبور وهو الكتاب مشتق من الزبر وهو الكتابة وجمعت الزبر لأن لكل واحد كتاب أعماله قال تعالى ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك ) الآية .
وعموم ( كل شيء فعلوه ) مراد به خصوص ما كان من الأفعال عليه مؤاخذة في الآخرة .
( وكل صغير وكبير مستطر [ 53 ] ) A E هذا كالتذييل لقوله ( وكل شيء فعلوه في الزبر ) فكل صغير وكبير أعم من كل شيء فعلوه والمعنى : كل شيء حقير أو عظيم مستطر أي مكتوب مسطور أي في علم الله تعالى أي كل ذلك يعلمه الله ويحاسب عليه فمستطر : اسم مفعول من سطر إذا كتب سطورا قال تعالى ( وكتاب مسطور ) .
وهذا كقوله تعالى ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) وقوله ( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) .
فالصغير : مستعار للشيء الذي لا شأن له ولا يهتم به الناس ولا يؤاخذ عليه فاعله أو لا يؤاخذ عليه مؤاخذة عظيمة . والكبير : مستعار لضده ويدخل في ذلك ما له شأن من الصلاح وما له شأن من الفساد وما هو دون ذلك وذلك أفضل الأعمال الصالحة وما دونه من الأعمال الصالحة وكذلك كبائر الإثم والفواحش وما دونها من اللمم والصغائر .
والمستطر : كناية عن علم الله به وذلك كناية عن الجزاء عليه مكان ذلك جامعا للتبشير والإنذار .
( إن المتقين في جنات ونهر [ 54 ] في مقعد صدق عند مليك مقتدر [ 55 ] ) استئناف بياني لأنه لما ذكر أن كل صغير وكبير مستطر على إرادة أنه معلوم ومجازا عليه وقد علم جزاء المجرمين من قوله ( إن المجرمين في ضلال وسعر ) كانت نفس السامع بحيث تتشوف إلى مقابل ذلك من جزاء المتقين وجريا على عادة القرآن من تعقيب النذارة بالبشارة والعكس .
وافتتاح هذا الخبر بحرف ( إن ) للاهتمام به .
و ( في ) من قوله ( في جنات ) للظرفية المجازية التي هي بمعنى التلبس القوي كتلبس المظروف بالظرف والمراد في نعيم جنات ونهر فإن للجنات والأنهار لذات متعارفة من اللهو والأنس والمحادثة واجتناء الفواكه ورؤية الجداول وخرير الماء وأصوات الطيور وألوان السوابح .
وبهذا الاعتبار عطف نهر على ( جنات ) إذ ليس المراد الإخبار بأنهم ساكنون جنات فإن ذلك يغني عن قوله بعد ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) ولا أنهم منغمسون في أنهار إذ لم يكن ذلك مما يقصده السامعون .
ونهر : بفتحتين لغة في نهر بفتح فسكون . والمراد به اسم الجنس الصادق المتعدد لقوله تعالى ( من تحتهم الأنهار ) وقوله ( في مقعد صدق ) إما في محل الحال من المتقين وإما في محل الخبر الثاني ( إن ) .
والمقعد : مكان القعود . والقعود هنا بمعنى الإقامة المطمئنة كما في قوله تعالى ( فاقعدوا مع القاعدين ) .
والصدق : أصله مطابقة الخبر للواقع ثم شاعت له استعمالات نشأت عن مجاز أو استعارة ترجع إلى معنى مصادفة أحد الشيء على ما يناسب كمال أحوال جنسه فيقال : هو رجل صدق أي تمام رجلة وقال تأبط شرا : .
إني لمهد من ثنائي فقاصد ... به لابن عم الصدق شمس بن مالك أي ابن العم حقا أي موف بحق القرابة .
وقال تعالى ( ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ) وقال في دعاء لإبراهيم عليه السلام ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) ويسمى الحبيب الثابت المحبة صديقا وصديقا .
فمقعد صدق أي مقعد كامل في جنسه مرضي للمستقر فيه فلا يكون فيه استفزاز ولا زوال وإضافة ( مقعد ) إلى ( صدق ) من إضافة الموصوف إلى صفته للمبالغة في تمكن الصفة منه .
والمعنى : هم في مقعد يشمل كل ما يحمده القاعد فيه .
والمليك : فعيل بمعنى المالك مبالغة وهو أبلغ من ملك ومقتدر : أبلغ من قادر وتنكيره وتنكير مقتدر للتعظيم