وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والطور : الجبل باللغة السريانية قاله مجاهد . وأدخل من العربية وهو من الألفاظ المعربة الواقعة في القرآن .
وغلب علما على طور سيناء الذي ناجى فيه موسى عليه السلام وأنزل عليه فيه الألواح المشتملة على أصول شريعة التوراة .
فالقسم به باعتبار شرفه بنزول كلام الله فيه ونزول الألواح على موسى وفي ذكر الطور إشارة إلى تلك الألواح لأنها اشتهرت بذلك الجبل فسميت طور المعرب بتوراة .
وأما الجبل الذي خوطب فيه موسى من جانب الله فهو جبل حوريب واسمه في العربية ( الزبير ) ولعله بجانب الطور كما في قوله تعالى ( آنس في جانب الطور نارا ) وتقدم بيانه في سورة القصص وتقدم عند قوله تعالى ( ورفعنا فوقكم الطور ) في سورة البقرة .
والقسم بالطور توطئة للقسم بالتوراة التي أنزل أولها على موسى في جبل الطور .
والمراد ب ( كتاب مسطور في رق منشور ) التوراة كلها التي كتبها موسى عليه السلام بعد نزول الألواح وضمنها كل ما أوحى الله إليه مما أمر بتبليغه في مدة حياته إلى ساعات قليلة قبل وفاته . وهي الإسفار الأربعة المعروفة عند اليهود : سفر التكوين وسفر الخروج وسفر العدد وسفر التثنية وهي التي قال الله تعالى في شأنها ( ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ) في سورة الأعراف . وتنكير ( كتاب ) للتعظيم . وإجراء الوصفين عليه لتميزه بأنه كتاب مشرف مراد بقاؤه مأمور بقراءته إذ المسطور هو المكتوب .
والسطر : كتابة طويلة لأنها تجعل سطورا أي صفوفا من الكتابة قال تعالى ( وما يسطرون ) أي يكتبون .
والرق " بفتح الراء بعدها قاف مشددة " الصحيفة تتخذ من جلد مرق أبيض ليكتب عليه . وقد جمعها المتلمس في قوله : .
فكأنما هي من تقادم عهدها ... رق أتيح كتابها مسطور والمنشور : المبسوط غير المطوي قال يزيد بن الطثرية : A E .
صحائف عندي للعتاب طويتها ... ستنشر يوما ما والعتاب يطول أي : أقسم بحال نشره لقراءته وهي أشرف أحواله لأنها حالة حصول الاهتداء به للقارىء والسامع .
وكان اليهود يكتبون القرآن في ورق ملصق بعضها بعض أو محيط بعضها ببعض فتصير قطعة واحدة ويطوونها طيا أسطوانيا لتحفظ فإذا أرادوا قراءتها نشروا مطويها ومنه ما في حديث الرجم " فنشروا التوراة " .
وليس مراد بكتاب مسطور القرآن لأن القرآن لم يكن يومئذ مكتوبا سطورا ولا هو مكتوبا في رق .
ومناسبة القسم بالتوراة أنها الكتاب الموجود الذي فيه ذكر الجزاء وإبطال الشرك وللإشارة إلى القرآن الذي أنكروا أنه من عند الله ليس بدعا فنزلت قبله التوراة وذلك لأن المقسم عليه وقوع العذاب بهم وإنما هو جزاء على تكذيبهم القرآن ومن جاء به بدليل قوله بعد ذكر العذاب ( فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون ) .
والقسم بالتوراة يقتضي أن التوراة يومئذ لم يكن فيها تبديل لما كتبه موسى : فأما أن يكون تأويل ذلك على قول ابن عباس في تفسير معنى قوله تعالى ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) أنه تحريف بسوء فهم وليس تبديلا لألفاظ التوراة وأما أن يكون تأويله أن التحريف وقع بعد نزول هذه السورة حين ظهرت الدعوة المحمدية وجبهت اليهود دلالة مواضع من التوراة على صفات النبي محمد A أو يكون تأويله بأن القسم بما فيه من الوحي الصحيح .
والبيت المعمور : عن الحسن أنه الكعبة وهذا الأنسب بعطفه على الطور ووصفه ب ( المعمور ) لأنه لا يخلو من طائف به وعمران الكعبة هو عمرانها بالطائفين قال تعالى ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ) الآية .
ومناسبة القسم سبق القسم بكتاب التوراة فعقب ذلك بقسم بمواطن نزول القرآن فإن من نزل به من القرآن أنزل بمكة وما حولها مثل جبل حراء . وكان نزوله شريعة ناسخة لشريعة التوراة على أن الوحي كان ينزل حول الكعبة . وفي حديث الإسراء " بينا أنا نائم عند المسجد الحرام إذ جاءني الملكان " الخ فيكون توسيط القسم بالكعبة في أثناء ما قسم به من شؤون شريعة موسى عليه السلام إدماجا