وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعن الضحاك عن ابن عباس أنها نزلت بسبب بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقتلت بنو عامر رجال السرية إلا ثلاثة نفر نجوا فلقوا رجلين من بين سليم فسألوهما عن نسبتهما فاعتزيا إلى بني عامر ظنا منهما أن هذا الاعتزاء أنجى لهما من شر توقعاه لأن بني عامر أعز من بني سليم فقتلوا النفر الثلاثة وسلبوهما ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال " بئسما صنعتم كانا من بني سليم والسلب ما كسوتهما " أي عرف ذلك لما رأى السلب فعرفه بأنه كساهما إياه وكانت تلك الكسوة علامة على الإسلام لئلا يتعرض لهم المسلمون فوادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت ( يا أيها الذين أمنوا لا تقدموا ) الآية أي لا تعملوا شيئا من تلقاء أنفسكم في التصرف من الأمة إلا بعد أن تستأمروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هذه الرواية تكون القصة جرت قبيل قصة بني تميم فقرنت آيتاهما في النزول .
وهنالك روايات أخرى في سبب نزولها لا تناسب موقع الآية مع الآيات المتصلة بها . وأياما كان سبب نزولها فهي عامة في النهي عن جميع أحوال التقدم المراد .
A E وجعلت هذه الآية في صدر السورة مقدمة على توبيخ وفد بني تميم حين نادوا النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات لأن ما صدر من بني تميم هو من قبيل رفع الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم ولأن مماراة أبي بكر وعمر وارتفاع أصواتهما كانت في قضية بني تميم فكانت هذه الآية تمهيدا لقوله ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) الآية لأن من خصه الله بهذه الحظوة أي جعل إبرام العمل بدون أمره كإبرامه بدون أمر الله حقيق بالتهيب والإجلال أن يخفض الصوت لديه .
وإنما قدم هذا على توبيخ الذين نادوا النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا أولى بالاعتناء إذ هو تأديب من هو أولى بالتهذيب .
وقرأه الجمهور ( تقدموا ) بضم الفوقية وكسر الدال مشددة . وقرأه يعقوب بفتحمهما على ان أصله : لا تتقدموا .
وقال فخر الدين عند الكلام على قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ) في هذه السورة : إن فيها إرشاد المؤمنين إلى مكارم الأخلاق وهي : إما مع الله أو مع رسوله صلى الله عليه وسلم أو مع غيرهما من أبناء الجنس وهم على صنفين لأنهم : إما أن يكونوا على طريقة المؤمنين من الطاعة وإما أن يكونوا خارجين عنها بالفسق ؛ والداخل في طريقتهم : إما حاضر عندهم أو غائب عنهم فذكر الله في هذه السورة خمس مرات ( يا أيها الذين آمنوا ) وأرشد بعد كل مرة الى مكرمة من قسم من الأقسام الخمسة : فقال أولا : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ) وهي تشمل طاعة الله تعالى وذكر الرسول معه للإشارة إلى أن طاعة الله لا تعلم إلا بقول الرسول فهذه طاعة للرسول تابعة لطاعة الله .
وقال ثانيا : ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) لبيان الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم لذاته في باب حسن المعاملة .
وقال ثالثا : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ ) الآية للتنبيه على طريقة سلوك المؤمنين في معاملة من يعرف بالخروج عن طريقتهم وهي طريقة الاحتراز منه لأن عمله إفساد في جماعتهم وأعقبه بآية ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) .
وقال رابعا : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ) إلى قوله ( فأولئك هم الظالمون ) فنهى عما يكثر عدم الاحتفاظ فيه من المعاملات اللسانية التي قلما يقام لها وزن .
وقال خامسا : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ) إلى قوله ( تواب رحيم ) اه .
ويريد : أن الله ذكر مثالا من كل صنف من أصناف مكارم الأخلاق بحسب ما اقتضته المناسبات في هذه السورة بعد الابتداء بما نزلت السورة لأجله ابتداء ليكون كل مثال منها دالا على بقية نوعه ومرشدا إلى حكم أمثاله دون كلفة ولا سآمة .
وقد سلك القرآن لإقامة أهم حسن المعاملة طريق النهي عن أضدادها من سوء المعاملة لأن درء المفسدة مقدم في النظر العقلي على جلب المصلحة .
وعطف ( واتقوا الله ) تكملة للنهي عن التقدم بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ليدل على أن ترك إبرام شيء دون إذن الرسول صلى الله عليه وسلم من تقوى الله وحده أي ضده ليس من التقوى