وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضمير ( تزيلوا ) عائد إلى ما دل عليه قوله ( ولولا رجال مؤمنون ) الخ من جمع مختلط فيه المؤمنون والمؤمنات مع المشركين كما دل عليه قوله ( لم تعلموهم ) .
والتزيل : مطاوع زيله إذا أبعده عن مكان وزيلهم أي أبعد بعضهم عن بعض أي فرقهم قال تعالى ( فزيلنا بينهم ) وهو هنا بمعنى التفرق والتميز من غير مراعاة مطاوعة لفعل فاعل لأن أفعال المطاوعة كثيرا ما تطلق لإرادة المبالغة لدلالة زيادة المبنى على زيادة المعنى وذلك أصل من أصول اللغة .
والمعنى : لو تفرق المؤمنون والمؤمنات عن أهل الشرك لسلطنا المسلمين على المشركين فعذبوا الذين كفروا عذاب السيف .
فإسناد التعذيب إلى الله تعالى لأنه يأمر به ويقدر النصر للمسلمين كما قال تعالى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ) في سورة براءة .
و ( من ) في قوله ( منهم ) للتبعيض أي لعذبنا الذين كفروا من ذلك الجمع المتفرق المتميز مؤمنهم عن كافرهم أي حين يصير الجمع مشركين خلصا وحدهم .
وجملة ( لو تزيلوا ) إلى آخرها بيان لجملة ( ولولا رجال مؤمنون ) إلى آخرها أي لولا وجود رجال مؤمنين الخ مندمجين في جماعة المشركين غير مفترقين لو افترقوا لعذبنا الكافرين منهم .
وعدل عن ضمير الغيبة إلى ضمير المتكلم في قوله ( لعذبنا الذين كفروا ) على طريقة الالتفات .
( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما [ 26 ] ) ظرف متعلق بفعل ( صدوكم ) أي صدوكم صدا لا عذر لهم فيه ولا داعي إليه إلا حمية الجاهلية وإلا فإن المؤمنين جاءوا مسالمين معظمين حرمة الكعبة سائقين الهدايا لنفع أهل الحرم فليس من الرشد أن يمنعوا عن العمرة ولكن حمية الجاهلية غطت على عقولهم فصمموا على منع المسلمين ثم آل النزاع بين الطائفتين إلى المصالحة على أن يرجع المسلمون هذا العام وعلى أن المشركين يمكنوهم من العمرة في القابل وأن العامين سواء عندهم ولكنهم أرادوا التشفي لما في قلوبهم من الإحن على المسلمين .
فكان تعليق هذا الظرف بفعل ( وصدوكم ) مشعرا بتعليل الصد بكونه حمية الجاهلية ليفيد أن الحمية متمكنة منهم تظهر منها آثارها فمنها الصد عن المسجد الحرام .
والحمية : الأنفة أي الاستنكاف من أمر لأنه يراه غضاضة عليه وأكثر إطلاق ذلك على استكبار لا موجب له فإن كان لموجب فهو إباء الضيم .
ولما كان صدهم الناس عن زيارة البيت بلا حق لأن البيت بيت الله لا بيتهم كان داعي المنع مجرد الحمية قال تعالى ( وما كانوا أولياءه ) . و ( جعل ) بمعنى وضع كقول الحريري في المقامة الأخيرة " اجعل الموت نصب عينيك " وقول الشاعر : .
" وإثمد يجعل في العين وضمير ( جعل ) يجوز أن يكون عائدا إلى اسم الجلالة في قوله ( ليدخل الله في رحمته ) من قوله ( لعذبنا الذين كفروا ) والعدول عن ضمير المتكلم إلى ضمير الغيبة التفات .
و ( الذين كفروا ) مفعول أول ل ( جعل ) . و ( الحمية ) بدل اشتمال من ( الذين كفروا ) و ( في قلوبهم ) في محل المفعول الثاني ل ( جعل ) أي تخلقوا بالحمية فهي دافعة بهم إلى أفعالهم لا يراعون مصلحة ولا مفسدة فكذلك حين صدوكم عن المسجد الحرام .
و ( في قلوبهم ) متعلق ب ( جعل ) أي وضع الحمية في قلوبهم .
وقوله ( حمية الجاهلية ) عطف بيان للحمية قصد من إجماله ثم تفصيله تقرير مدلوله وتأكيده ما يحصل لو قال ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم حمية الجاهلية ) .
وإضافة الحمية إلى الجاهلية لقصد تحقيرها وتشنيعها فإنها من خلق أهل الجاهلية فإن ذلك انتساب ذم في اصطلاح القرآن كقوله ( يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ) وقوله ( أفحكم الجاهلية يبغون ) .
ويعكس ذلك إضافة السكينة إلى ضمير الله تعالى إضافة تشريف لأن السكينة من الأخلاق الفاضلة فهي موهبة إلهية .
وتفريع ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) على ( إذ جعل الذين كفروا ) يؤذن بأن المؤمنين ودوا أن يقاتلوا المشركين وأن يدخلوا مكة للعمرة عنوة غضبا من صدهم عنها ولكن الله أنزل عليهم السكينة .
A E