وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ووجه ذلك أنهم ضلوا عن دلائل الوحدانية وادعوا لله شركاء بلا دليل واختاروا الشركاء من حجارة وهي أبعد الموجودات عن قبول صفات الخلق والتكوين والتصرف ثم يدعونها في نوائبهم وهم يشاهدون أنها لا تسمع ولا تبصر ولا تجيب ثم سمعوا آيات القرآن توضح لهم الذكرى بنقائص آلهتهم فلم يعتبروا بها وزعموا أنها سحر ظاهر فكان ضلالهم أقصى حد في الضلال .
و ( من لا يستجيب ) الأصنام عبر عن الأصنام باسم الموصول المختص بالعقلاء معاملة للجماد معاملة العقلاء إذ أسند إليها ما يسند إلى أولي العلم من الغفلة ولأنه شاع في كلام العرب إجراؤها مجرى العقلاء فكثرت في القرآن مجاراة استعمالهم في ذلك ومثل هذا جعل ضمائر جمع العقلاء في قوله ( وهم ) وقوله ( غافلون ) وهي عائدة إلى ( من لا يستجيب ) .
A E وجعل يوم القيامة غاية لانتفاء الاستجابة . كناية عن استغراق مدة بقاء الدنيا . وعبر عن نهاية الحياة الدنيا ب ( يوم القيامة ) لأن المواجه بالخبر هو الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون كما علمت وهم يثبتون يوم القيامة .
وضميرا ( أكانوا ) في الموضعين يجوز أن يعودا إلى ( من يدعو من دون الله ) فإن المشركين يعادون أصنامهم يوم القيامة إذ يجدونها من أسباب شقائهم . ويجوز أن يعودا إلى ( من لا يستجيب له ) فإن الأصنام يجوز أن تعطى حياة يومئذ فتنطق بالتبري من عبادها ومن عبادتهم إياها قال تعالى ( ويوم القيامة يكفرون بشرككم ) وقال ( ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا فقد كذبوكم بما تقولون ) .
ويجوز أن يكون قوله ( كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) جاريا على التشبيه البليغ لمشابهتها للأعداء والمنكرين للعبادة في دلالتها على ما يفضي الى شقائهم وكذبهم كقوله تعالى ( وما زادوهم غير تتبيب ) .
وعطف جملة ( وإذا حشر الناس ) الخ على ما قبلها لمناسبة ذكر يوم القيامة .
ومن بديع تفنن القرآن توزيع معاد الضمائر في هذه الآية مع تماثلها في اللفظ وهذا يتدرج في محسن الجمع مع التفريق وأدق .
( وإذا تتلى عليهم آيتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين [ 7 ] ) عطف على جملة ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له ) وقد علمت أن هذا مسوق مساق العد لوجود فرط ضلالهم فإن آيات القرآن تتلى عليهم صباح مساء تبين لهم دلائل خلو الأصنام عن مقومات الإلهية فلا يتدبرونها وتحدوا بهم إلى الحق فيغالطون أنفسهم بأن ما فهموه منها تأثر سحري وأنها سحر ولم يكتفوا بذلك بل زادوا بهتانا فزعموا أنه مبين أي واضح كونه سحرا .
وهذا انتقال إلى إبطال ضلال آخر من ضلالهم وهو ضلال التكذيب بالقرآن فهو مرتبط بقوله ( حم تنزيل الكتاب من الله ) الخ .
وقوله ( الذين كفروا ) إظهار في مقام الإضمار للتسجيل عليهم بالكفر وبأنه سبب قولهم ذلك .
واللام في قوله ( للحق ) لام العلة وليست لام تعدية فعل القول إلى المقول له أي قال بعض الكافرين لبعض في شأن الذين آمنوا ومن أجل إيمانهم .
والحق : هو الآيات فعدل عن ضمير الآيات إلى إظهار لفظ الحق للتنبيه على أنها حق وأن رميها بالسحر بهتان عظيم . ( ولما جاءهم ) توقيت لمقالتهم أي يقولون ذلك بفور سماع الآيات وكلما جاءتهم أي دون تدبر ولا إجالة فكر .
( أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم [ 8 ] ) إضراب انتقال إلى نوع آخر من ضلال أقوالهم .
وسلك في الانتقال مسلك الإضراب دون أن يكون بالعطف بالواو لأن الإضراب يفيد أن الغرض الذي سينتقل إليه له مزيد اتصال بما قبله وأن المعنى : دع قولهم ( هذا سحر مبين ) واستمع لما هو أعجب وهو قولهم ( افتراه ) أي افترى نسبته إلى الله ولم يرد به السحر .
والاستفهام الذي يقدر بعد ( أم ) للإنكار على مقالتهم