وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإنما نسبت كراهة الحق إلى أكثرهم دون جميعهم لأن المشركين فريقان أحدهما سادة كبراء لملة الكفر وهم الذين يصدون الناس عن الإيمان بالإرهاب والترغيب مثل أبي جهل حين صد أبا طالب عند احتضاره عن قول لا إله إلا الله وقال " أترغب عن ملة عبد المطلب " وثانيهما دهماء وعامة وهم تبع لأئمة الكفر . وقد أشارت إلى ذلك آيات كثيرة منها قوله في سورة البقرة ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ) الآيات فالفريق الأول هم المراد . من قوله ( ولكن أكثركم للحق كارهون ) وأولئك إنما كرهوا الحق لأنه يرمي إلى زوال سلطانهم وتعطيل منافعهم .
وتقديم ( للحق ) على ( كارهون ) للاهتمام بالحق تنويها به وفيه إقامة الفاصلة أيضا .
( أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون [ 79 ] ) ( أم ) منقطعة للإضراب الانتقالي من حديث إلى حديث مع اتحاد الغرض انتقل من حديث ما أعد لهم من العذاب يوم القيامة إلى ما أعد لهم من الخزي في الدنيا .
فالجملة عطف على جملة ( هل ينظرون إلا الساعة ) إلخ .
والكلام بعد ( أم ) استفهام حذفت منه أداة استفهام وهو استفهام تقريري وتهديد أي أأبرموا أمرا .
وضمير ( أبرموا ) مراد به المشركون الذين ناووا النبي صلى الله عليه وسلم . وضمير ( إنا ) ضمير الجلالة .
والفاء في قوله ( فإنا مبرمون ) للتفريع على ما اقتضاه الاستفهام من تقدير حصول المستفهم عنه فيؤول الكلام إلى معنى الشرط أي أن أبرموا أمرا من الكيد فإن الله مبرم لهم أمرا من نقض الكيد وإلحاق الأذى بهم ونظيره وفي معناه قوله ( أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون ) .
وعن مقاتل نزلت هذه الآية في تدبير قريش بالمكر بالنبي صلى الله عليه وسلم في دار الندوة حين استقر أمرهم على ما أشار به أبو جهل عليهم أن يبرز من كل قبيلة رجل ليشتركوا في قتل النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه وقتل الله جميعهم في بدر .
والإبرام حقيقته : القتل المحكم وهو هنا مستعار لإحكام التدبير والعزم على ما دبروه .
والمخالفة بين ( أبرموا ) و ( مبرمون ) لأن إبرامهم واقع وأما إبرام الله جزاء لهم فهو توعد بأن الله قدر نقض ما أبرموه فإن اسم الفاعل حقيقة في زمن الحال أي نحن نقدر لهم الآن أمرا عظيما وذلك إيجاد أسباب وقعة بدر التي استؤصلوا فيها .
والأمر : العمل العظيم الخطير وحذف مفعول ( مبرمون ) لدلالة ما قبله عليه .
( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون [ 80 ] ) ( أم ) والاستفهام المقدر بعدها في قوله ( أم يحسبون ) هما مثل ما تقدم في قوله ( أم أبرموا أمرا ) .
وحرف ( بلى ) جواب للنفي من قوله ( أنا لا نسمع ) أي بلى نحن نسمع سرهم ونجواهم .
والسمع هو : العلم بالأصوات .
والمراد بالسر : ما يسرونه في أنفسهم من وسائل المكر للنبي صلى الله عليه وسلم وبالنجوى ما يتناجون به بينهم في ذلك بحديث خفي .
وعطف ( ورسلنا لديهم يكتبون ) ليعلموا أن علم الله بما يسرون علم يترتب عليه أثر فيهم وهو مؤاخذتهم بما يسرون لأن كتابة الأعمال تؤذن بأنها ستحسب لهم يوم الجزاء .
والكتابة يجوز أن تكون حقيقة وأن تكون مجازا أو كناية عن الإحصاء والاحتفاظ .
والرسل : هم الحفظة من الملائكة لأنهم مرسلون لتقصي أعمال الناس ولذلك قال ( لديهم يكتبون ) كقوله ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) أي رقيب يرقب قوله .
( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين [ 81 ] سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون [ 82 ] ) لما جرى ذكر الذين ظلموا بادعاء بنوة الملائكة في قوله ( فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ) عقب قوله ( ولما ضرب ابن مريم مثلا ) وعقب قوله قبله ( وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمان إناثا ) .
A E