وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويحتمل ما قال صاحب الكشاف أن الآيات موصوفات بالكبر لا بكونها متفاوتة فيه وكذلك العادة في الأشياء التي تتلاقى في الفضل وتتفاوت منازلها فيه التفاوت اليسير أي تختلف آراء الناس في تفضيلها فعلى ذلك بنى الناس كلامهم فقالوا : رأيت رجالا بعضهم أفضل من بعض وربما اختلفت آراء الرجل الواحد فيها فتارة يفضل هذا وتارة يفضل ذاك ومنه بيت الحماسة : .
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم ... مثل النجوم التي يسري بها الساري وقد فاضلت الأنمارية بين الكملة من بنيها ثم قالت : لما أبصرت مراتبهم متقاربة قليلة التفاوت " ثكلتهم إن كنت أعلم أيهم أفضل هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها " .
فالمعنى : وما نريهم من آية إلا وهي آية جليلة الدلالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم تكاد تنسيهم الآية الأخرى . والأخت مستعارة للمماثلة في كونها آية .
وعطف ( وأخذناهم بالعذاب ) على جملة ( وما نريهم من آية ) لأن العذاب كان من الآيات .
والعذاب : عذاب الدنيا وهو ما يؤلم ويشق وذلك القحط والقمل والطوفان والضفادع والدم في الماء .
والأخذ بمعنى : الإصابة . والباء في ( بالعذاب ) للاستعانة كما تقول : خذ الكتاب بقوة أي ابتدأناهم بالعذاب قبل الاستئصال لعل ذلك يفيقهم من غفلتهم وفي هذا تعريض بأهل مكة إذ أصيبوا بسني القحط .
والرجوع : مستعار للإذعان والاعتراف وليس هو كالرجوع في قوله آنفا ( وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) .
وضمائر الغيبة في ( نريهم وأخذناهم ولعلهم ) عائدة إلى فرعون وملئه .
( وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون [ 49 ] ) عطف على ( وأخذناهم بالعذاب ) . والمعنى : ولما أخذناهم بالعذاب على يد موسى سألوه أن يدعو الله بكشف العذاب عنهم .
ومخاطبتهم موسى بوصف الساحر مخاطبة تعظيم تزلفا إليه لأن الساحر عندهم كان هو العالم وكانت علوم علمائهم سحرية أي ذات أسباب خفية لا يعرفها غيرهم وغير أتباعهم ألا ترى إلى قول ملأ فرعون له ( وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم ) .
وكان الساحر بأيدي الكهنة ومن مظاهره تحنيط الموتى الذي بقي به جثث الأموات سالمة من البلى ولم يطلع أحد بعدهم على كيفية صنعه .
وفي آية الأعراف ( قالوا يا موسى ادع لنا ربك ) ولا تنافي ما هنا لأن الخطاب خطاب إلحاح فهو يتكرر ويعاد بطرق مختلفة .
وقرأ الجمهور ( يا أيها الساحر ) بدون ألف بعد الهاء في الوصل وهو ظاهر وفي الوقف أي بفتحة دون ألف وهو غير قياسي لكن القراءة رواية . وعلله أبو شامة بأنهم اتبعوا الرسم وفيه نظر . وقرأه أبو عمرو والكسائي ويعقوب بإثبات الألف في الوقف . وقرأه ابن عامر بضم الهاء في الوصل خاصة وهو لغة بني أسد وكتبت في المصحف كلمة ( أيه ) بدون ألف بعد الهاء والأصل أن تكون بألف بعد الهاء لأنها ( ها ) حرف تنبيه يفصل بين ( أي ) وبين نعتها في النداء فحذفت الألف في رسم المصحف رعيا لقراءة الجمهور والأصل أن يراعى في الرسم حالة الوقف .
وعنوا ( بربك ) الرب الذي دعاهم موسى إلى عبادته . والقبط كانوا يحسبون أن لكل أمة ربا ولا يحيلون تعدد الآلهة وكانت لهم أرباب كثيرون مختلفة أعمالهم وقدرهم . ومثل ذلك كانت عقائد اليونان .
وأرادوا ( بما عهد عندك ) ما خصك بعلمه دون غيرك مما استطعت به أن تأتي بخوارق العادة .
وكانوا يحسبون أن تلك الآيات معلولة لعلل خفية قياسا على معارفهم بخصائص بعض الأشياء التي لا تعرفها العامة وكان الكهنة يعهدون بها إلى تلامذتهم ويوصونهم بالكتمان .
والعهد : هو الائتمان على أمر مهم وليس مرادهم به النبوءة لأنهم لم يؤمنوا به وإذ لم يعرفوا كنه العهد عبروا عنه بالموصول وصلته . والباء في قوله ( بما عهد عندك ) متعلقة ب ( ادع ) وهي للاستعانة . ولما رأوا الآيات علموا أن رب موسى قادر وأن بينه وبين عهدا يقتضي استجابة سؤله .
A E وجملة ( إننا لمهتدون ) جواب لكلام مقدر دل عليه ( ادع لنا ربك ) أي دعوت لنا وكشفت عنا العذاب لنؤمنن لك كما في آية الأعراف ( لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ) الآية