وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفرع عن ( نقيض ) قوله ( فهو له قرين ) لأن النقيض كان لأجل مقارنته .
ومن الفوائد التي جرت في تفسير هذه الآية ما ذكره صاحب نيل الابتهاج بتطريز الديباج في ترجمة الحفيد محمد بن أحمد بن محمد الشهير بابن مرزوق قال " قال صاحب الترجمة : حضرت مجلس شيخنا ابن عرفة أول مجلس حضرته فقرأ ( ومن يعش عن ذكر الرحمان ) فقال : قرئ ( يعشو ) بالرفع و ( نقيض ) بالجزم . ووجهها أبو حيان بكلام ما فهمته . وذكر أن في النسخة خللا وذكر بعض ذلك الكلام . فاهتديت إلى تمامه وقلت : يا سيدي معنى ما ذكر أن جزم كانوا يعاملون الموصول الذي لا يشبه لفظ الشرط بذلك فما يشبه لفظه لفظ الشرط أولى بتلك المعاملة . فوافق وفرح لما أن الإنصاف كان طبعه . وعند ذلك أنكر علي جماعة من أهل المجلس وطالبوني بإثبات معاملة الموصول معاملة الشرط فقلت : نصهم على دخول الفاء في خبر الموصول في نحو : الذي يأتيني فله درهم فنازعوني في ذلك وكنت حديث عهد بحفظ التسهيل فقلت : قال ابن مالك فيما يشبه المسألة ( وقد يجزمه مسبب عن صلة الذي تشبيها بجواب الشرط وأنشدت من شواهد المسألة قول الشاعر : .
كذاك الذي يبغي على الناس ظالما ... تصبه على رغم عواقب ما صنع فجاء الشاهد موافقا للحال . قال : وكنت في طرف الحلقة فصاح ابن عرفة وقال : يا أخي ما بغينا لعلك ابن مرزوق ؟ فقلت : عبدكم " انتهى من اغتنام الفرصة . اه .
وجيء بالجملة المفرعة جملة اسمية للدلالة على الدوام أي فكان قرينا مقارنة ثابتة دائمة ولذلك لم يقل : نقيض له شيطانا قرينا له . وقدم الجار والمجرور على متعلقه في قوله ( له قرين ) للاهتمام بضمير ( من يعشو عن ذكر الرحمن ) أي قرين له مقارنة تامة .
وقرأ الجمهور نقيض بنون العظمة . وقرأ يعقوب ياء الغائب عائدا ضميره على ( الرحمان ) .
( وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون [ 37 ] ) في موضع الحال من الضمير في قوله ( فهو له قرين ) أي مقارنة صد عن السبيل .
وضميرا ( إنهم ) و ( يصدون ) عائدان إلى ( شيطانا ) لأنه لما وقع من متعلقات الفعل الواقع جواب شرط اكتسب العموم تبعا لعموم ( من ) في سياق الشرط فإنها من صيغ العموم مثل النكرة الواقعة في سياق الشرط على خلاف بين أئمة أصول الفقه في عموم النكرة الواقعة في سياق الشرط ولكنه لا يجري هنا لأن عموم ( شيطانا ) تابع لعموم ( من ) إذ أجزاء جواب الشرط تجري على حكم أجزاء جملة الشرط فقرينة عموم النكرة هنا لا تترك مجالا للتردد فيه لأجل القرينة لا لمطلق وقوع النكرة في سياق الشرط .
وضمير النصب في ( يصدونهم ) عائد إلى ( من ) لأن ( من ) الشرطية عامة فكأنه قيل : كل من يعشو عن ذكر الرحمان نقيض لهم شياطين لكل واحد شيطان .
A E وضميرا ( يحسبون أنهم مهتدون ) عائدان إلى ما عاد إليه ضمير النصب من ( يصدونهم ) أي ويحسب المصدودون عن السبيل أنفسهم مهتدين .
وقد تتشابه الضمائر فترد القرينة كل ضمير إلى معاده كما في قول عباس بن مرداس : .
عدنا ولو لا نحن أحدق جمعهم ... بالمسلمين وأحرزوا ما جمعوا فضمير : أحرزوا لجمع المشركين وضمير : جمعوا للمسلمين . وضمير الجمع في قوله تعالى ( وعمروها أكثر مما عمروها ) في سورة الروم .
والتعريف في ( السبيل ) تعريف الجنس . والسبيل : الطريق السابلة الممتدة الموصلة إلى المطلوب .
وقد مثلت حالة الذين يعشون عن ذكر الرحمان وحال مقارنة الشياطين لهم بحال من استهدى قوما ليدلوه على طريق موصل لبغيته فضللوه وصرفوه عن السبيل وأسلكوه في فيافي التيه غشا وخديعة وهو يحسب أنه سائر إلى حيث يبلغ طلبته .
فجملة ( ويحسبون أنهم مهتدون ) معطوفة على جملة ( وإنهم ) فهي في معنى الحال من الضمير في قوله ( فهو ) والرابط واو الحال والتقدير : ويحسب المصدودون أنهم مهتدون بهم إلى السبيل .
والاهتداء : العلم بالطريق الموصل إلى المقصود .
( حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين [ 38 ] ) ( حتى ) ابتدائية وهي تفيد التسبب الذي هو غاية مجازية . فاستعمال ( حتى ) فيه استعارة تبعية