وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عطف على جملة ( إنا جعلناه قرأنا عربيا ) فهو زيادة في الثناء على هذا الكتاب ثناء ثانيا للتنويه بشأنه رفعة وإرشادا .
A E وأم الكتاب : أصل الكتاب . والمراد ب ( أم الكتاب ) علم الله تعالى كما في قوله ( وعنده أم الكتاب ) في سورة الرعد لأن الأم بمعنى الأصل والكتاب هنا بمعنى المكتوب أي المحقق الموثق وهذا كناية عن الحق الذي لا يقبل التغيير لأنهم كانوا إذا أرادوا أن يحققوا عهدا على طول مدة كتبوه في صحيفة قال الحارث بن حلزة : .
حذر الجور والتطاخي وهل ين ... قض ما في المهارق الأهواء و ( علي ) أصله المرتفع وهو هنا مستعار لشرف الصفة وهي استعارة شائعة .
وحكيم : أصله الذي الحكمة من صفات رأيه فهو هنا مجاز لما يحوي الحكمة بما فيه من صلاح أحوال النفوس والقوانين المقيمة لنظام الأمة .
ومعنى كون ذلك في علم الله : أن الله علمه كذلك وما علمه الله لا يقبل الشك . ومعناه : أن ما اشتمل عليه القرآن من المعاني هو من مراد الله وصدر عن علمه .
ويجوز أيضا أن يفيد هذا شهادة بعلو القرآن وحكمته على حد قولهم في اليمين ( الله يعلم ) و ( علم الله ) .
وتأكيد الكلام ب ( إن ) لرد إنكار المخاطبين إذ كذبوا أن يكون القرآن موحى به من الله .
و ( لدينا ) ظرف مستقر هو حال من ضمير ( إنه ) أو من ( أم الكتاب ) والمقصود : زيادة تحقيق الخبر وتشريف المخبر عنه .
وقرأ الجمهور في ( أم الكتاب ) بضم همزة ( أم ) . وقرأه حمزة والكسائي بكسر همزة ( أم الكتاب ) في الوصل اتباعا لكسرة ( في ) فلو وقف على ( في ) لم يكسر الهمزة .
( أفنضرب عنكم الذكر صفحا إن كنتم قوما مسرفين [ 5 ] ) الفاء لتفريع الاستفهام الإنكاري على جملة ( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) أي أتحسبون أن إعراضكم عما نزل من هذا الكتاب يبعثنا على أن نقطع عنكم تجدد التذكير بإنزال شيء آخر من القرآن . فلما أريدت إعادة تذكيرهم وكانوا قد قدم إليهم من التذكير ما فيه هديهم لو تأملوا وتدبروا وكانت إعادة التذكير لهم موسومة في نظرهم بقلة الجدوى بين لهم أن استمرار إعراضهم لا يكون سببا في قطع الإرشاد عنهم لأن الله رحيم بهم مريد لصلاحهم لا يصده إسرافهم في الإنكار عن زيادة التقدم إليهم بالمواعظ والهدي .
والاستفهام إنكاري أي لا يجوز أن نضرب عنكم الذكر صفحا من جراء إسرافكم .
والضرب حقيقته قرع جسم بآخر وله إطلاقات أشهرها : قرع البعير بعصا وهو هنا مستعار لمعنى القطع والصرف أخذا من قولهم : ضرب الغرائب عن الحوض أي أطردها وصرفها لأنها ليست لأهل الماء فاستعاروا الضرب للصرف والطرد وقال طرفة : .
أضرب عنك الهموم طارقها ... ضربك بالسيف قونس الفرس والذكر : التذكير والمراد به القرآن .
والصفح : الإعراض بصفح الوجه وهو جانبه وهو أشد الإعراض عن الكلام لأنه يجمع ترك استماعه وترك النظر إلى المتكلم .
وانتصب ( صفحا ) على النيابة عن الظرف أي في مكان صفح كما يقال : ضعه جانبا ويجوز أن يكون ( صفحا ) مصدر صفح عن كذا إذا أعرض فينتصب على المفعول المطلق لبيان نوع الضرب بمعنى الصرف والإعراض .
والإسراف : الإفراط والإكثار وأغلب إطلاقه على الإكثار من الفعل الضائر . ولذلك قيل " لا سرف في الخير " والمقام دال على أنهم أسرفوا في الإعراض عن القرآن .
وقرأ نافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ( إن كنتم ) بكسر همزة ( إن ) فتكون ( إن ) شرطية ولما كان الغالب في استعمال ( إن ) الشرطية أن تقع في الشرط الذي ليس متوقعا وقوعه بخلاف " إذا " التي هي للشرط المتيقن وقوعه فالإتيان ب ( إن ) في قوله ( إن كنتم قوما مسرفين ) لقصد تنزيل المخاطبين المعلوم إسرافهم منزلة من يشك في إسرافه لأن توفر الأدلة على صدق القرآن من شأنه أن يزيل إسرافهم وفي هذا ثقة بحقية القرآن وضرب من التوبيخ على إمعانهم في الإعراض عنه .
وقرأه ابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو عمرو ويعقوب بفتح الهمزة على جعل ( أن ) مصدرية وتقدير لام التعليل محذوفا أي لأجل إسرافكم أي لا نترك تذكيركم بسبب كونكم مسرفين بل لا نزال نعيد التذكير رحمة بكم