وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إذ فسر الحاجة بأن يقرأ السلام على أسماء لأنه أراد بالحاجة الرسالة وهذا جري على رأي الزمخشري والمحققين من عدم اشتراط تقدم جملة فيها معنى القول دون حروفه بل الاكتفاء بتقدم ما أريد به معنى القول ولو لم يكن جملة خلافا لما أطال به صاحب مغني اللبيب من أبحاث لا يرضاها الأريب أو لما يتضمنه عنوان ( الرسل ) من إبلاغ رسالة .
( قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون [ 14 ] ) حكاية جواب عاد وثمود لرسوليهم فقد كان جوابا متماثلا لأنه ناشئ عن تفكير متماثل وهو أن تفكير الأذهان القاصرة من شأنه أن يبنى على تصورات وهمية وأقيسة تخييلية وسفسطائية فإنهم يتصورون صفات الله تعالى وأفعاله على غير كنهها ويقيسونها على أحوال المخلوقات ولذلك يتماثل في هذا حال أهل الجهالة كما قال تعالى ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) أي بل هم متماثلون في الطغيان أي الكفر الشديد فتملي عليهم أوهامهم قضايا متماثلة .
ولكون جوابهم جرى في سياق المحاورة أتت حكاية قولهم غير معطوفة بأسلوب المقاولة كما تقدم عند قوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) فإن قول الرسل لهم : لا تعبدوا إلا الله قد حكي بفعل فيه دلالة على القول وهو فعل ( جاءتهم ) كما تقدم آنفا .
فقولهم ( لو شاء ربنا لأنزل ملائكة ) يتضمن إبطال رسالة البشر عن الله تعالى .
ومفعول ( شاء ) محذوف دل عليه السياق أي لو شاء ربنا أن يرسل إلينا لأنزل ملائكة من السماء مرسلين إلينا وهذا حذف خاص هو غير حذف مفعول فعل المشيئة الشائع في الكلام لأن ذلك فيما إذا كان المحذوف مدلولا عليه بجواب ( لو ) كقوله تعالى ( فلو شاء لهداكم أجمعين ) ونكتته الإبهام ثم البيان وأما الحذف في الآية فهو للاعتماد على قرينة السياق والإيجاز وهو حذف عزيز لمفعول فعل المشيئة ونظيره قول المعري : .
وإن شئت فازعم أن من فوق ظهرها ... عبيدك واستشهد إلهك يشهد وتضمن كلامهم قياسا استثنائيا تركيبه : لو شاء ربنا أن يرسل رسولا لأرسل ملائكة ينزلهم من السماء لكنه لم ينزل إلينا ملائكة فهو لم يشأ أن يرسل إلينا رسولا . وهذا إيماء إلى تكذيبهم الرسل ولهذا فرعوا عليه قولهم ( فإنا بما أرسلتم به كافرون ) أي جاحدون رسالتكم وهو أيضا كناية عن التكذيب .
( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون [ 15 ] فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرن [ 16 ] ) بعد ن حكي عن عاد وثمود ما اشترك فيه الامتنان من المكابرة والإصرار على الكفر فصل هنا بعض ما اختصت به كل أمة منهما من صورة الكفر وذكر من ذلك ما له مناسبة لما حل بكل أمة منهما من العذاب .
A E والفاء تفريع على جملة ( قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة ) المقتضية أنهم رفضوا دعوة رسوليهم ولم يقبلوا إرشادهما واستدلالهما .
و ( أما ) حرف شرط وتفصيل وقد تقدم الكلام عليها عند قوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ) في سورة البقرة .
والمعنى : فأما عاد فمنعهم في الكبر أي التعاظم واحتقار الناس فالسين والتاء فيه للمبالغة مثل : استجاب والتعريف في ( الأرض ) للعهد أي أرضهم المعهودة . وإنما ذكر من مساويهم الاستكبار لأن تكبرهم هو الذي صرفهم عن اتباع رسولهم وعن توقع عقاب الله