وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والذي تشهد له الأخبار من السنة أن خلق آدم يوم الجمعة وأنه آخر أيام الأسبوع وأنه خير أيام الأسبوع وأفضلها وأن اليهود والنصارى اختلفوا في تعيين اليوم الأفضل من الأسبوع وأن الله هدى إليه المسلمين . قال النبي A " فهذا اليوم " أي الجمعة " هو اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله إليه فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد " . ولا خلاف في أن الله خلق آدم بعد تمام خلق السماء والأرض فتعين أن يكون يوم خلقه هو اليوم السابع . وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي A : أن الله ابتدأ الخلق يوم السبت " . وقد ضعفه البخاري وابن المديني بأنه من كلام كعب الأحبار حدث به أبا هريرة وإنما اشتبه على بعض رواة سنده فظنه مرفوعا .
ولهذه تفصيلات ليس وراءها طائل وإنما ألممنا به هنا لئلا يعرو التفسير عنها فيقع من يراها في غيرة في حيرة وإنما مقصد القرآن العبرة .
( وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ) ( وأوحى ) عطف على ( فقضاهن ) .
والوحي : الكلام الخفي ويطلق الوحي على حصول المعرفة في نفس من يراد حصولها عنده دون قول ومنه قوله تعالى حكاية عن زكريا ( فأوحى إليهم ) أي أومأ إليهم بما دل على معنى : سبحوا بكرة وعشيا . وقول أبي دؤاد : .
يرمون بالخطب الطول وتارة ... وحي الملاحظ خيفة الرقباء ثم يتوسع فيه فيطلق على إلهام الله تعالى المخلوقات لما تتطلبه مما فيه صلاحها كقوله ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ) أي جبلها على إدراك ذلك وتطلبه ويطلق على تسخير الله تعالى بعض مخلوقاته لقبول أثر قدرته كقوله ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) إلى قوله ( بأن ربك أوحى لها ) .
والوحي في السماء يقع على جميع هذه المعاني من استعمال اللفظ في حقيقته ومجازاته فهو أوحى في السماوات بتقدير نظم جاذبيتها وتقادير سير كواكبها وأوحى فيها بخلق الملائكة فيها وأوحى إلى الملائكة بما يتلقونه من الأمر بما يعلمون قال تعالى ( وهم بأمره يعلمون ) وقال ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) .
و ( أمرها ) بمعنى شأنها وهو يصدق بكل ما هو من ملابساتها من سكانها وكواكبها وتماسك جرمها والجاذبية بينها وبين ما يجاورها . وذلك مقابل قوله في خلق الأرض ( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها ) .
وانتصب ( أمرها ) على نزع الخافض أي بأمرها أو على تضمين أوحى معنى قدر أو أودع .
A E ووقع الالتفات من طريق الغيبة إلى طريق التكلم في قوله ( وزينا السماء الدنيا بمصابيح ) تجديدا لنشاط السامعين لطول استعمال طريق الغيبة ابتداء من قوله ( بالذي خلق الأرض في يومين ) مع إظهار العناية بتخصيص هذا الصنع الذي ينفع الناس دينا ودنيا وهو خلق النجوم الدقيقة والشهب بتخصيصه بالذكر من بين عموم ( وأوحى في كل سماء أمرها ) فما السماء الدنيا إلا من جملة السماوات وما النجوم استعير لها المصابيح لما يبدو من نورها .
وانتصب ( حفظا ) على أنه مفعول لأجله لفعل محذوف دل عليه فعل ( زينا ) . والتقدير : وجعلناها حفظا . والمراد : حفظا للسماء من الشياطين المسترقة للسمع . وتقدم الكلام على نظيره في سورة الصافات .
( ذلك تقدير العزيز العليم [ 12 ] ) الإشارة إلى المذكور من قوله ( وجعل فيها رواسي من فوقها ) إلى قوله ( وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ) .
والتقدير : وضع الشيء على مقدار معين وتقدم نظيره في سورة يس . وتقدم وجه إيثار وصفي ( العزيز العليم ) بالذكر .
( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود [ 13 ] إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله )