وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والاستثناء في قوله ( إلا ليقربونا ) استثناء من علل محذوفة أي ما نعبدهم لشيء إلا لعلة أن يقربونا إلى الله فيفيد قصرا على هذه العلة قصر قلب إضافي أي دون ما شنعتم علينا من أننا كفرنا نعمة خالقنا إذ عبدنا غيره . وقد قدمنا آنفا من أنهم أرادوا به المعذرة ويكون في أداة الاستثناء استخدام لأن اللام المقدرة قبل الاستثناء لام العاقبة لا لام العلة إذ لا يكون الكفران بالخالق علة لعاقل ولكنه صائر إليه فالقصر لا ينافي أنهم أعدوهم لأشياء أخر إذا عدوهم شفعاء واستنجدوهم في النوائب واستقسموا بأزلامهم للنجاح كما هو ثابت في الواقع .
والزلفى : منزلة القرب أي ليقربونا إلى الله في منزلة القرب والمراد به منزلة الكرامة والعناية في الدنيا لأنهم لا يؤمنون بمنازل الآخرة ويكون منصوبا بدلا من ضمير ( ليقربونا ) بدل اشتمال أي ليقربوا منزلتنا إلى الله .
ويجوز أن يكون ( زلفى ) اسم مصدر فيكون مفعولا مطلقا أي قربا شديدا .
وأفاد نظم ( هم فيه يختلفون ) أمرين أن الاختلاف ثابت لهم وأنه متكرر متجدد فالأول من تقديم المسند إليه على الخبر الفعلي والثاني من كون المسند فعلا مضارعا .
( إن الله لا يهدي من هو كذب كفار [ 3 ] ) يجوز أن يكون خبرا ثانيا عن قوله ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ) وهو كناية عن كونهم كاذبين في قولهم ( ما نعبد إلا ليقربونا إلى الله ) وعن كونهم كفارين بسبب ذلك وكناية عن كونهم ضالين .
ويجوز أن يكون استئنافا بيانيا لأن قوله ( إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه فيه يختلفون ) يثير في نفوس السامعين سؤالا عن مصير حالهم في الدنيا من جراء اتخاذهم أولياء من دونه فيجاب بأن الله لا يهدي من هو كاذب كفار أي يذرهم في ضلالهم ويمهلهم إلى يوم الجزاء بعد أن يبين لهم الدين فخالفوه .
والمراد ب ( من هو كاذب كفار ) الذين اتخذوا من دونه أولياء أي المشركين فكان مقتضى الظاهر الإتيان بضميرهم وعدل عنه إلى الإضمار لما في الصلة من وصفهم بالكذب وقوة الكفر .
وهداية الله المنفية عنهم هي : أن يتداركهم الله بلطفه بخلق الهداية في نفوسهم فالهداية المنفية هي الهداية التكوينية لا الهداية بمعنى الإرشاد والتبليغ وهو ظاهر فالمراد نفي عناية الله بهم أي العناية التي بها تيسير الهداية عليهم حتى يهتدوا أي لا يوفقهم الله بل يتركهم على رأيهم غضبا عليهم .
والتعبير عنهم بطريق الموصولية لما في الموصول من الصلاحية لإفادة الإيماء إلى علة الفعل ليفيد أن سبب حرمانهم التوفيق هو كذبهم وشدة كفرهم .
فإن الله إذا أرسل رسوله إلى الناس فبلغهم كانوا عندما يبلغهم الرسول رسالة ربه بمستوى متحد عند الله بما هم عبيد مربوبون ثم يكونون أصنافا في تلقيهم الدعوة فمنهم طالب هداية بقبول ما فهمه ويسأل عما جهله ويتدبر وينظر ويسأل فهذا بمحل الرضى من ربه فهو يعينه ويشرح صدره للخير حتى يشوق صدره للخير حتى يشرق باطنه بنور الإيمان كما قال تعالى ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره الإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ) وقال ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم ) .
ولا جرم أنه كلما توغل العبد في الكذب على الله وفي الكفر به ازداد غضب الله عليه فازداد بعد الهداية الإلهية عنه كما قال تعالى ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ) .
والتوفيق : خلق القدرة على الطاعة فنفي هداية الله عنهم كناية عن نفي توفيقه ولطفه لأن الهداية مسببة عن التوفيق فعبر بنفي المسبب عن نفي السبب .
وكذبهم هو ما اختلقوه من الكفر بتألية الأصنام وما ينسأ عن ذلك من اختلاق صفات وهمية للأصنام وشرائع يدينون بها لهم .
والكفار : شديد الكفر البليغه وذلك كفرهم بالله وبالرسول A وبالقرآن بإعراضهم عن تلقيه والتجرد عن الموانع للتدبر فيه .
وعلم من مقارنة وصفهم بالكذب بوصفهم بالأبلغية في الكفر أنهم متبالغون في الكذب أيضا لأن كذبهم المذموم إنما هو كذبهم في كفرياتهم فلزم من مبالغة الكفر مبالغة الكذب فيه .
A E