وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واسم الإشارة في قوله ( فغفرنا له ذلك ) إلى ما دلت عليه خصومة الخصمين من تمثيل ما فعله داود بصورة قضية الخصمين وهذا من لطائف القرآن إذ طوى القصة التي تمثل له فيها الخصمان ثم أشار إلى المطوي باسم الإشارة وأتبع الله الخبر عن الغفران له بما هو أرفع درجة وهو أنه من المقربين عند الله المرضي عنهم وأنه لم يوقف به عند الغفران لا غير .
والزلفى : القربي وهو مصدر أو اسم مصدر .
وتأكيد الخبر لإزالة توهم أن الله غضب عليه إذ فتنه تنزيلا لمقام الاستغراب منزلة مقام الإنكار .
والمآب : مصدر ميمي بمعنى الأوب . وهو الرجوع . والمراد به : الرجوع إلى الآخرة . وسمي رجوعا لأنه رجوع إلى الله أي إلى حكمة البحت ظاهرا وباطنا قال تعالى ( إليه أدعو وإليه مآب ) .
وحسن المآب : حسن المرجع وهو أن يرجع رجوعا حسنا عند نفسه وفي مرأى الناس أي له حسن رجوع عندنا وهو كرامة عند الله يوم الجزاء آي الجنة يئوب إليها .
( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب [ 26 ] ) مفعول قول محذوف معطوف على ( فغفرنا له ذلك ) أي صفحنا عنه وذكرناه بنعمة الملك ووعظناه فجمع له بهذا تنويها بشأنه وإرشادا للواجب .
وافتتاح الخطاب بالنداء لاسترعاء وعيه واهتمامه بما سيقال له .
والخلفية : الذي يخلف غيره في عمل أي يقوم مقامه فيه فإن كان مع وجود المخلوف عنه قيل : هو خليفة فلان وإن كان بعدما مضى المخلوف قيل : هو خليفة من فلان . والمراد هنا : المعنى الأول بقرينة قوله ( فاحكم بين الناس بالحق ) .
فالمعنى : أنه خليفة الله في إنفاذ شرائعه للأمة المجعول لها خليفة مما يوحي به إليه ومما سبق من الشريعة التي أوحي إليه العمل بها . وخليفة عن موسى عليه السلام وعن أحبار بني إسرائيل الأولين المدعوين بالقضاة أو خليفة عمن تقدمه في الملك وهو شاول .
والأرض : أرض مملكته المعهودة أي جعلناك خليفة في أرض إسرائيل .
ويجوز أن يجعل الأرض مرادا به جميع الأرض فإن داود كان في زمنه أعظم ملوك الأرض فهو متصرف في مملكته ويخاف بأسه ملوك الأرض فهو خليفة الله في الأرض إذ لا ينفلت شيء من قبضته وهذا قريب من الخلافة في قوله تعالى ( ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم ) وقوله ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) .
A E وهذا المعنى خلاف معنى قوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) فإن الأرض هنالك هي هذه الكرة الرضية . قال ابن عطية : ولا يقال خليفة الله إلا لرسوله صلى الله عليه والسلم وأما الخلفاء فكل واحد منهم خليفة الذي قبله ألا ترى أن الصحابة Bهم حرروا هذا المعنى فقالوا لأبي بكر Bه : يا خليفة رسول الله وبهذا كان يدعى بذلك مدة حياته فلما ولي عمر قالوا : يا خليفة رسول الله فطال ورأوا أنه سيطول أكثر في المستقبل إذا ولي خليفة بعد عمر فدعوا عمر أمير المؤمنين وقصر هذا على الخلفاء وما يجيء في الشعر من دعاء أحد الخلفاء خليفة الله فذلك تجوز كما قال ابن قيس الرقيات : .
خليفة الله في بريته ... جفت بذاك الأقلام والكتب وفرع على جعله خليفة أمره بأن يحكم بين الناس بالحق للدلالة على أن ذلك واجبه وأنه أحق الناس بالحكم بالعدل ذلك لأنه هو المرجع للمظلومين والذي ترفع إليه مظالم الظلمة من الولاة فإذا كان عادلا خشيه الولاة والأمراء لأنه ألف العدل وكره الظلم فلا يقر ما يجري منه رعيته كلما بلغه فيكون الناس في حذر من أن يصدر عنهم ما عسى أن يرفع إلى الخليفة فيقص من الظالم وأما إن كان الخليفة يظلم في حكمه فإنه يألف الظلم فلا يغضبه إذا رفعت إليه مظلمته شخص ولا يحرص على إنصاف المظلوم .
وفي الكاشف : أن بعض خلفاء بني أمية قال لعمر بن عبد العزيز أو للزهري : هل سمعتنا ما بلغنا ؟ قال : وما هو ؟ قال : بلغنا أن الخليفة لا يجري عليه القلم ولا تكتب له معصية فقال : يا أمير المؤمنين الخلفاء أفضل أم الأنبياء ثم تلا هذه الآية .
والمراد ب ( الناس ) ناس مملكته فالتعريف للعهد أو هو للاستغراق العرفي