وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( في ) للظرفية المجازية جعلت ملابسة الشك إياهم بمنزلة الظرف المحيط بمحويه في أنه لا يخلو منه جانب من جوانبه .
و ( من ) في قوله ( من ذكري ) ابتدائية لكون الشك صفة لهم أي نشأ لهم الشك من شأن ذكري أي من جانب نفي وقوعه آو في جانب ما يصفونه به .
( بل لما يذوقوا عذاب [ 8 ] ) أتبع ذلك الإضراب بإضراب آخر يبين أن الذي جرأهم على هذا الشقاق أنهم لما تأخر حلول العذاب بهم ظنوا وعيده كاذبا فأخذوا في البذاءة والاستهزاء ولو ذاقوا العذاب لألقمت أفواههم بالحجر .
و ( لما ) حرف نفي بمعنى ( لم ) إلا أن في ( لما ) خصوصية وهي إنها تدل على المنفي بها متصل الانتفاء إلى وقت التكلم بخلاف ( لم ) فلذلك كان النفي ب ( لما ) قد يفهم منه ترقب حصول المنفي بعد ذلك قال صاحب الكشاف في قوله تعالى ( ولما يدخل الإيمان في قلوبهم ) في سورة الحجرات ما في ( لما ) من معنى التوقع دال على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعد أي دال بطريقة المفهوم الحاصل من معنى غاية النفي إلى زمن المتكلم أي لا أضمن ما بعد ذلك وقد ذاقوا عذاب السيف يوم بدر بعد نزول هذه الآية بأربع سنين .
وإضافة ( عذاب ) إلى ياء المتكلم لاختصاصه بالله لأنه مقدره وقاض بهم عليهم ولوقعه على حالة غير جارية على المعتاد إذ الشأن أن يستأصل الجيش القوي الجيش القليل .
وحذفت ياء المتكلم تخفيفا للفاصلة وأبقيت الكسرة دليلا عليها وهو حذف كثير في الفواصل والشعر على نحو حذفها من المنادى .
( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب [ 9 ] ) A E ( أم ) منقطعة وهي للإضراب أيضا وهو إضراب انتقالي فإن ( أم ) مشعرة باستفهام بعدها هو للإنكار والتوبيخ إنكارا لقولهم ( أأنزل عليه الذكر من بيننا ) أي ليست خزائن فضل الله تعالى عندهم فيتصدوا لحرمان من يشاءون حرمانه من مواهب الخير فإن المواهب من الله يصيب بها من يشاء فهو يختار للنبوءة من يصطفيه وليس الاختيار لهم فيجعلوا من لم يقدموه عليهم في دينهم غير أهل لأن يختاره الله .
وتقديم الظرف للاهتمام لأنه مناط الإنكار وهو كقوله تعالى ( أهم يقسمون رحمة ربك ) .
والخزائن : جمع خزانة بكسر الخاء . وهي البيت الذي يخزن فيه المال أو الطعام ويطلق أيضا على صندوق من خشب أو حديد يخزن فيه المال .
والخزن : الحفظ والحرز . والرحمة : ما به رفق بالغير وإحسان إليه شبهت رحمة الله بالشيء النفيس المخزون الذي تطمح إله النفوس في أنه لا يعطي إلا بمشيئة خازنه على طريقة الاستعارة المكنية . وإثبات الخزائن : تخييل مثلى إثبات الأظفار للمنية والإضافة على معنى لام الاختصاص .
والعدول عن اسم الجلالة إلى وصف لأن له مزيد مناسبة للغرض الذي الكلام فيه إيماء إلى أن تشريفه إياه بالنبوءة من آثار صفة ربوبيته له لأن وصف الرب مؤذن بالعناية والإبلاغ إلى الكمال . وأجري على الرب صفة ( العزيز ) لإبطال تدخلهم في تصرفاته وصفة ( الوهاب ) لإبطال جعلهم الحرمان من الخير تابعا لرغباتهم دون موادة الله تعالى .
والعزيز : الذي لا يغلبه شيء والوهاب : الكثير المواهب فإن النبوءة رحمة عظيمة فلا يخول إعطائها إلا لشديد العزة وافر الموهبة .
( أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب [ 10 ] ) إضراب انتقالي إلى رد يأتي على جميع مزاعمهم ويشمل بإجماله جميع النقوض التفصيلية لمزاعمهم بكلمة جامعة كالحوصلة فيشبه التذييل لما يتضمنه من عموم الملك وعموم الأماكن المقتضي عموم العلم وعموم التصرف ينعى عليهم قولهم في المغيبات بلا علم وتحكمهم في مراتب الموجودات بدون قدرة ولا غنى . والاستفهام المقدر بعد ( أم ) المنقطعة تهكمي وليس إنكاري لأن تفريغ أمر التعجيز عليه يعين أنه تهكمي .
فالمعنى : إن كان لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فكان لهم شيء من ذلك فليصدعوا إن استطاعوا في أسباب السماوات ليخبروا حقائق الأشياء فيتكلموا عن علم في كنه الإله وصفاته وفي إمكان البعث وعدمه وفي صدق الرسول A أو ضده وليفتحوا خزائن الرحمة فيفيضوا منها على من يعجبهم ويحرموا من لا يرمقونه بعين استحسان والأمر في ( فليرمقوا ) للتعجيز مثل قوله ( فليمدد بسبب إلى السماء )