وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

القول في هذا الحرف كالقول في نظائره من الحروف المقطعة الواقعة في أوائل بعض السور بدون فرق إنها مقصودة للتهجي تحديا لبلغاء العرب أن يأتوا بمثل هذا القرآن وتوركا عليهم إذ عجزوا عنه واتفق أهل العد على أن A ليس بآية مستقلة بل هي في مبدأ آية إلى قوله ( ذي الذكر ) وإنما لم تعد A آية لأنها حرف واحد كما لم يعد ( ق ) و ( ن ) آية .
( والقرآن ذي الذكر [ 1 ] ) الواو للقسم أقسم بالقرآن قسم تنويه به .
ووصف ب ( ذي الذكر ) لأن ( ذي ) تضاف إلى الأشياء الرفيعة فتجري على متصف مقصود التنويه به .
A E والذكر : التذكير أي تذكير الناس بما هم عنه غافلون . ويجوز أن يراد بالذكر ذكر اللسان وهو على معنى : الذي يذكر بالبناء للنائب أي والقرآن المذكور أي الممدوح المستحق الثناء على أحد التفسيرين في قوله تعالى ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ) أي شرفكم .
وقد تردد المفسرون في تعيين جواب القسم على أقوال سبعة أو ثمانية وأحسن ما قيل فيه هنا أحد وجهين : أولهما أن يكون محذوفا دل عليه حرف ص فإن المقصود منه التحدي بإعجاز القرآن وعجزهم عن معارضتهم بأنه كلام بلغتهم ومؤلف من حروفها فكيف عجزوا عن معارضته . فالتقدير : والقرآن ذي الذكر أنه لمن عند الله لهذا عجزتم عن الإتيان بمثله . وثانيها : الذي أرى أن الجواب محذوف أيضا دل عليه الإضراب الذي في قوله ( بل الذين كفروا في عزة وشقاق ) بعد أن وصف القرآن ب ( ذي الذكر ) لأن ذلك الوصف يشعر بأنه ذكر وموقظ للعقول فكأنه قيل : إنه لذكر ولكن الذين كفروا في عزة وشقائق يجحدون أنه ذكر ويقولون : سحر مفترى وهم يعلمون أنه حق كقوله تعالى ( فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ) فجواب القسم محذوف يدل عليه السياق وليس حرف ص هو المقسم عليه مقدما على القسم أي ليس دليل الجواب من اللفظ بل من المعنى والسياق .
والغرض من حذف جواب القسم هنا الإعراض عنه إلى ما هو أجدر بالذكر وهو صفة الذين كفروا وكذبوا القرآن عنادا أو شقاقا منهم .
( بل الذين كفروا في عزة وشقاق [ 2 ] ) و ( بل ) للإضراب الإبطالي وهذا نوع من الإضراب الإبطالي نبه عليه الرغب في مفردات القرآن وأشار إليه في الكشاف وتحريره أنه ليس إبطالا محضا للكلام السابق بحيث يكون حرف ( بل ) فيه بمنزلة حرف النفي كما هو غلاب الإضراب الإبطالي ولا هو إضراب انتقالي ولكن هذا إبطال لتوهم ينشأ عن الكلام الذي قبله إذ دل وصف القرآن ب ( ذي الذكر ) أن القرآن مذكر سامعيه تذكيرا ناجعا فعقب بإزالة توهم من يتوهم أن عدم تذكر الكفار ليس لضعف في تذكير القرآن ولكن لأنهم متعززون مشاقون فحرف ( بل ) في مثل هذا بمنزلة حرف الاستدراك والمقصود منه تحقيق أنه ذو ذكر وإزالة الشبهة التي قد تعرض في ذلك .
ومثله قوله تعالى ( ق والقرءان المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ) أي ليس امتناعهم من الإيمان بالقرآن لنقص في علوه ومجده ولكن لأنهم عجبوا أن جاءهم به رجل منهم .
ولك أن تجعل ( بل ) إضراب انتقال من الشروع في التنويه بالقرآن إلى بيان سبب إعراض المعرضين عنه لأن في بيان ذلك السبب تحقيقا للتنويه بالقرآن كما يقال : دع ذا وخذ في حديث . . كقول امرئ القيس : .
فدع ذا وسل الهم عنك بجسرة ... ذمول إذا صام النهار وهجرا وقال زهير : .
دع ذا وعد القول في هرم ... خير البداة وسيد الحضر وقول الأعشى : .
فدع ذا ولكن ما ترى رأي كاشح ... يرى بيننا من جهله دق منشم وقول العجاج : .
" دع ذا وبهج حسبا مبهجا ومعنى ذلك أن الكلام أخذ في الثناء على القرآن ثم انقطع عن ذلك إلى ما هو أهم وهو بيان سبب أعراض المعرضين عنه لاعتزازهم بأنفسهم وشقاقهم فوقع العدول عن جواب القسم استغناء بما يفيد مفاد ذلك الجواب