وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجمع هذا الخبر تحريضا على إبطال عبادة " بعل " لأن في الطبع محبة الاقتداء بالسلف في الخير . وقد جمع إلياس من معه من أتباعه وجعل مكيدة لسدنة " بعل " فقتلهم عن آخرهم انتصار للدين وانتقاما لمن قتلتهم " إيزابل " زوجة " آخاب " .
وفي مفاتيح الغيب : ( كان الملقب بالرشيد الكاتب يقول لو قيل : أتدعون بعلا وتدعون أحسن الخالقين أوهم أنه أحسن ) أي أوهم كلام الرشيد أنه لو كانت كلمة ( تدعون ) عوضا عن ( تذرون ) . وأجاب الفخر بأن فصاحة القرآن ليست لأجل رعاية هذه التكاليف بل لأجل قوة المعاني وجزالة الألفاظ اه .
وهو جواب غير مقنع إذ لا سبيل إلى إنكار حسن موقع المحسنات البديعية بعد استكمال مقتضيات البلاغة . قال السكاكي " وأصل الحسن في جميع ذلك " أي ما ذكر من المحسنات البديعية " أن تكون الألفاظ توابع للمعاني لا أن تكون المعاني لها توابع أعني أن لا تكون متكلفة " . فإذا سلمنا أن ( تذرون ) و ( تدعون ) مترادفان لم يكن سبيل إلى إبطال أن إيثار ( تدعون ) أنسب .
A E فالوجه إما يجاب بما قاله سعد الله محشي البيضاوي بأن الجناس من المحسنات فإنما يناسب كلاما صادرا في مقام الرضى لا في مقام الغضب والتهويل . يعني أن كلام إلياس المحكي هنا محكي عن مقام الغضب والتهويل فلا تناسبه اللطائف اللفظية " يعني بالنظر إلى حال المخاطبين به لأن كلامه محكي في العربية بما يناسب مصدره في لغة قائله وذلك من دقائق الترجمة " وهو جواب دقيق وإن كابر فيه الخفاجي بكلام لا يليق وإن تأملته جزمت باختلاله .
وقد أجيب بما يقتضي منع الترادف بين فعلي ( تذرون ) و ( تدعون ) بأن فعل ( يدع ) أخص : إما لأنه يدل عل ترك شيء مع الاعتناء بعدم تركه كما قال سعد الله وإما فعل يدع ترك شيء قبل العلم وفعل ( يذر ) يدل على ترك شيء بعد العلم به كما حكاه سعد الله عن بعض الأئمة عازيا إياه للفخر .
وعندي : أن منع الترادف هو الوجه لكن لا كما قال سعد الله ولا كما نقل عن الفخر بل لأن فعل ( يدع ) قليل الاستعمال في كلام العرب ولذلك لم يقع في القرآن إلا في قراءة شاذة لا سند لها خلافا لفعل ( يذر ) . ولا شك أن سبب ذلك أن فعل ( يذر ) يدل على ترك مع إعراض عن المتروك بخلاف ( يدع ) فإنه يقتضي تركا مؤقتا وأشار إلى الفرق بينهما كلام الراغب فيهما .
وهنالك عدة أجوبة أخرى هي بالإعراض عنها أحرى .
ومعنى ( فكذبوه ) أنهم لم يطيعوه تملقا لملوكهم الذين أجابوا رغبة نسائهم المشركات لإقامة هياكل للأصنام فإن " إيزابل " ابنة ملك الصيدونيين زوجة " أخاب " ملك إسرائيل لما بلغها ما صنع إلياس بسدنة بعل ثارا لمن قتلته " إيزابل " من صالحي إسرائيل أرسلت إلى إلياس تتوعده بالقتل فخرج إلى موضع اسمه " بئر سبع " ثم ساح في الأرض وسأل الله أن يقبضه إليه فأمره بأن يعهد إلى صاحبه " اليسع " بالنبوة من بعده ثم قبضه الله إليه فلم يعرف أحد مكانه .
وفي كتاب " إلياء " من كتب اليهود أن الله رفعه إلى السماء في مركبة يجرها فرسان وأن ( اليسع ) شاهده صاعدا فيها ولذلك كان بعض السلف يقول : إن إلياس هو إدريس الذي قال الله فيه ( إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا ) وقيل كان عبد الله بن مسعود يقرأ ( وإن إدريس لمن المرسلين ) عوض يقتضي ما في كتب اليهود من رفعه أن يكون هو إدريس لأن الرفع إذا صح قد يتكرر وقد رفع عيسى عليه السلام .
ومعنى ( فإنهم لمحضرون ) أن الله يحضرهم للعقاب وقد تقدم عند قوله تعالى ( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) في هذه السورة .
واستثني من ذلك عباد الله المخلصون وهم الذين اتبعوا إلياس وأعانوه على قتل سدنة ( بعل ) . وتقدم القول فيه عند قوله تعالى ( إلا عباد الله المخلصين ) فيما سبق من هذه السورة .
وكذلك قوله ( وتركنا عليه في الآخرين سلام على آل ياسين ) إلى آخر الآية تقدم نظيره .
وقوله ( آل ياسين ) قيل أريد به إلياس خاصة وعبر عنه ب ( ياسين ) لأنه يدعى به . قال في الكشاف : ولعل لزيادة الألف والنون في لغتهم معنى ويكون ذكر ( آل ) إقحاما كقوله ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) على أحد التفسيرين فيه وفي قوله ( فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة ) .
وقيل : إن ياسين هو أبو إلياس . فالمراد : سلام على إلياس وذويه من آل أبيه