وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولما كان مقر الأصنام في الأرض كان من الراجح أن تتخيل للهم الأوهام تصرفا كاملا في الأرض فكأنهم آلهة أرضية وقد كان مزاعم العرب واعتقاداتهم أفانين شي مختلطة من اعتقاد الصابئة ومن اعتقاد الفرس واعتقاد الروم فكانوا أشباها لهم فلذلك قيل لأشباههم في الإشراك أروني ماذا خلقوا من الأرض أي فكان تصرفهم في ذلك تصرف الخالقية فأما السماوات فقلما يخطر ببال المشركين أن للأصنام تصرفا في شؤونها ولعلهم لم يدعوا ذلك ولكن جاء قوله ( أم لهم شرك في السماوات ) مجيء تكملة الدليل على الفرض والاحتمال كما يقال في آداب ابحث ( فإن قلت ) . وقد كانوا ينسبون للأصنام بنوة لله تعالى قال تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذن قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان ) .
فمن أجل ذلك جيء في جانب الاستدلال على انتفاء تأثير الأصنام في العوالم السماوية بإبطال أن يكون لها شرك في السماوات لأنهم لا يدعون لها في مزاعمهم أكثر من ذلك .
ولما قضي حق البرهان العقلي على انتفاء إلهية الذين يدعون من دون الله تعالى المثبتة آلة دونه لأن الله اعلم بشركائه وأنداده لو كانوا فقال تعالى ( أم آتيناهم كتابا فهم على بينات منه ) المعنى : بل آتيناهم كتابا فهم يتمكنون من حجة فيه تصرخ بإلهية هذه الآلهة المزعومة .
وقرأ نافع وأبن عامر والكسائي وأبو بكر عن عاصم ( على بينات ) بصيغة الجمع . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم ويعقوب ( على بينة ) بصيغة الإفراد . فأما قراءة الجمع فوجهها أن شأن الكتاب أن يشتمل على أحكام عديدة ومواعظ مكررة ليتقرر المراد من إيتاء الكتب من الآلة القاطعة بحيث لا تحتمل تأويلا ولا مبالغة ولا نحوها على حد قول علماء الأصول في دلالة الأخبار المتواترة دلالة قطعية وإما قراءة الإفراد فالمراد منها جنس البينة الصادق بأفراد كثيرة .
ووصف البينات أو البينة ب ( منه ) لآلة على أن المراد وكون الكتاب المفروض إيتاؤه مشتملا على حجة لهم تثبت إلهية الأصنام . وليس مطلق كتاب يؤتونه أمارة من الله على أنه بأنه راض منهم بما هم عليه كدلالة المعجزات على صدق الرسول وليست الخوارق ناطقة بأنه صادق فأريد : أآتيانهم كتابا ناطقا مثل مال آتينا المسلمين القرآن .
ثم كر على كله الإبطال بواسطة ( بل ) بأن ذلك كله منتصف وأنهم لا باعث لهم على مزاعمهم الباطلة إلا وعد بعضهم بعضا مواعيد كاذبة يغر بعضهم بها بعضا .
والمراد بالذين يعدونهم رؤساء المشركين وقادتهم بالموعودين عامتهم ودهماؤهم أو أريد أن كلا الفريقين واعد وموعود في الرؤساء وأئمة الكفر يعدون العامة نفع الأصنام وشفاعتها وتقريبها إلى الله ونصرها غرورا بالعامة تعد رؤساءها التصميم على الشرك قال تعالى حكاية عنهم ( إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها ) .
و ( إن ) نافية والاستثناء مفرع عن جنس الوعد محذوفا .
وانتصب ( غرورا ) على أنه صفة للمثنى المحذوف . والتقدير : إن يعد الظالمون بعضهم بعضا وعدا إلا وعدا غرورا .
والغرور تقدم معناه عند قوله تعالى ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ) في آل عمران .
( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا [ 41 ] ) A E انتقال من نفي أن يكون لشركائهم خلق أو شركة تصرف في الكائنات التي في السماء والأرض إلى إثبات أنه تعالى هو القيوم على السماوات والأرض لتبقيا موجودتين فهو الحافظ بقدرته نظام بقائها . وهذا الإمساك هو الذي يعبر عنه علم الهيئة بنظام الجاذبية بحيث لا يعتريه خلل .
وعبر عن ذلك الحفظ بالإمساك على طريقة التمثيل