وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وخبير : صفة مشبهة مشتقة من خبر بضم الباء فلان الأمر إذا علمه علما لاشك فيه . والمراد ب ( خبير ) جنس الخبير فلما أرسل هذا القول مثلا وكان شأن الأمثال أن تكون موجزة صيغ على أسلوب الإيجاز فحذف منه متعلق فعل ( ينبئ ) ومتعلق وصف ( خبير ) ولم يذكر وجه المماثلة لعلمه من المقام . وجعل ( خبير ) نكرة مع أن المراد خبير معين وهو المتكلم فكان حقه التعريف فعدل إلى تنكيره لقصد التعميم في سياق النفي لأن إضافة كلمة ( مثل ) إلى خبير لا تفيد تعريفا . وجعل نفي فعل الإنباء كناية عن نفي كناية عن نفي المنبئ . ولعل التركيب : ولا يوجد أحد ينبئك بهذا الخبر يماثل هذا الخبير الذي أنبأك به فإذا أردف مخبر خبره بهذا المثل كان ذلك كناية عن كون المخبر بالخبر المخصوص يريد ب ( خبير ) نفسه للتلازم بين معنى هذا المثل وبين تمثل المتكلم منه . فالمعنى : ولا ينبئك بهذا الخبر مثلي لأني خبرته فهذا تأويل هذا التركيب .
وامثل بكسر الميم وسكون المثلثية المساوي إما في قدر فيكون بمعنى ضعف وإما المساوي في صفة فيكون بمعنى شبيه وهو بوزن فعل وهو قليل .
ومنه قولهم : شبه وند وخدن .
( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ) لما أشبع أدلة ومواعظ وتذكيرات مما فيه مقنع لمن نصب نفسه منصب الانتفاع والاقتناع ولم يظهر مع ذلك كله من أحوال القوم ما يتوسم منه نزعهم عن ضلالهم وربما أحدث ذلك في نفوس أهل العزة منهم إعجابا بأنفسهم واغترارا بأنهم مرغوب في انضمامهم إلى جماعة المسلمين فيزيدهم ذلك الغرور قبولا لتسويل مكائد الشيطان لهم أن يعتصموا بشركهم ناسب أن ينبئهم الله بأنه غني عنه وأن دينه لا يعتز بأمثالهم وأنه مصيرهم إلى الفناء وآت بناس يعتز بهم الإسلام .
فالمراد ب ( أيها الناس ) هم المشركون كما هو غالب اصطلاح القرآن وهم المخاطبون بقوله آنفا ( ذلكم الله ربكم له الملك ) الآيات .
وقبل أن يوجه إليهم الإعلام بأن الله غني عنهم وجه إليهم لإعلام بأنهم الفقراء إلى الله لأن ذلك أدخل للذلة على عظمتهم من الشعور بأن الله غني عنهم فإنهم يوقنون بأنهم الفقراء إلى الله ولكنهم لا يوقنون بالمقصد الذي يقضي إليه علمهم بذلك فأريد إبلاغ ذلك إليهم لا على وجه الاستدلال ولكن على وجه قرع أسماعهم بما لم تكن تقرع من قبل عسى أن يستفيقوا من غفلتهم ويتكعكعوا عن غرور أنفسهم على انهم لا يخلو جمعهم من أصحاب عقول صالحة للوصول إلى حقائق الحق فأولئك إذا قرعت أسماعهم بما لم يكونوا يسمعونه من قبل ازدادوا يقينا بمشاهدة ما كان محجوبا عن بصائرهم بأستار الاشتغال بفتنة ضلالهم عسى أن يؤمن من هيأة الله بفطرته للإيمان فمن بقي على كفره كان بقاؤه مشوبا بحيرة ومر طعم الحياة عنده فأين ما كانت تتلقاه مسامعهم من قبل تمجيدهم وتمجيد آبائهم وتمجيد آلهتهم ألا ترى أنهم لما عاتبوا النبي A في بعض مراجعتهم عدوا عليه شتم آبائهم فحصل بهذه الآية فائدتان .
وجملة ( أنتم الفقراء ) تفيد القصر لتعريف جزأيها أي قصر صفة الفقر على الناس المخاطبين قصرا إضافيا بالنسبة إلى الله أي أنتم المفتقرون إليه وليس هو بمفتقر إليكم وهذا في معنى قوله تعالى ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ) المشعر بأنهم يحسبون أنهم يغيضون النبي A بعدم قبول دعوته . فالوجه حمل القصر المستفاد من جملة ( أنتم الفقراء ) إلى القصر الإضافي وهو قصر قلب وأما حمل القصر الحقيقي ثم تكلف أنه ادعائي فلا داعي إليه .
وإتباع صفة ( الغنى ) ب ( الحميد ) تكميل فهو احتراس لدفع توهمهم أنه لما كان غنيا عن استجابتهم وعبادتهم فهم معذورون في أن لا يعبدوه فنبه على أنه موصوف بالحمد لمن عبده واستجاب لدعوته كما أتبع الآية الأخرى ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ) بقوله ( وإن تشكروا يرضه لكم ) . ومن المحسنات وقوع ( الحميد ) في مقابلة قوله ( إلى الله ) كما وقع ( الغني ) في مقابلة قوله ( الغني ) في مقابلة قوله ( الفقراء ) لأن لما قيد فقرهم بالكون إلى الله قيد غنى الله تعالى بوصف ( الحميد ) لإفادة أن غناه تعالى مقترن بجوده فهو يحمد من يتوجه إليه .
A E ( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد [ 16 ] وما ذلك على الله بعزيز [ 17 ] )