وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتذكيرهم بأنهم كانوا يودون أن يرسل إليهم رسول فلما جاءهم رسول تكبروا واستنكفوا .
وأنهم لا مفر لهم من حلول العذاب عليهم فقد شاهدوا آثار الأمم المكذبين من قبلهم وأن لا يغتروا بإمهال الله إياهم فإن الله لا يخلف وعده .
والتحذير من غرور الشيطان والتذكير بعداوته لنوع الإنسان .
( الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير [ 1 ] ) افتتاحها ب ( الحمد لله ) مؤذن بأن صفات من عظمة الله ستذكر فيها وإجراء صفات الأفعال على اسم الجلالة من خلقه السماوات والأرض وافضل ما فيها من الملائكة والمرسلين مؤذن بأن السورة جاءت لإثبات التوحيد وتصديق الرسول A . وإيذان ( الحمد لله ) باستحقاق الله إياه دون غيره تقدم في أول سورة الفاتحة .
والفاطر : فاعل الفطر وهو الخلق وفيه معنى التكون سريعا لأنه مشتق من الفطر وهو الشق ومنه ( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن ) ( إذا السماء انفطرت ) . وعن ابن عباس " كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض أي : لعدم جريان هذا اللفظ بينهم في زمانه " حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها أي أنا ابتدأتها . وأحسب أن وصف الله ب ( فاطر السماوات والأرض ) مما سبق به القرآن وقد تقدم عند قوله تعالى ( فاطر السماوات والأرض ) في سورة الأنعام وقوله ( وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض ) في آخر سورة يوسف فضمه إلى ما هنا .
وأما ( جاعل ) فيطلق بمعنى مكون وبمعنى مصير وعلى الاعتبارين يختلف موقع قوله ( رسلا ) بين أن يكون مفعولا ثانيا ل ( جاعل ) أي جعل الله من الملائكة أي ليكونوا رسلا منه تعالى لما يريد أن يفعلوه بقوتهم الذاتية وبين أن يكون حالا من ( الملائكة ) أي يجعل من أحوالهم أن يرسلوا . ولصلاحية للمعنيين أوثرت مادة الجعل دون أن يعطف على معمول ( فاطر ) .
وتخصيص ذكر الملائكة من بين مخلوقات السماوات والأرض لشرفهم بأنهم سكان السماوات وعظيم خلقهم .
وأجري عليهم صفة أنهم رسل لمناسبة المقصود من إثبات الرسالة أي جاعلهم رسلا منه إلى المرسلين من البشر للوحي بما يراد تبليغهم إياه للناس .
وقوله ( أولي أجنحة ) يجوز أن يكون حالا من ( الملائكة ) فتكون الأجنحة ذاتية لهم من مقومات خلقهم ويجوز أن يكون حالا من الضمير في ( رسلا ) فيكون خاصة بحالة مرسوليتهم .
A E وأجنحة : جمع جناح بفتح الجيم وهو ما يكون للطائر في موضع اليد للإنسان فيحتمل أن إثبات الأجنحة للملائكة في هذه الآية وفي بعض الأحاديث المروية عن النبي A حقيقة ويحتمل أنه استعارة للقوة التي يخترقون بها الآفاق السماوية صعودا ونزولا لا يعلم كنهها إلا الله تعالى .
و ( مثنى ) وأخواته كلمات دالة على معنى التكرير لاسم العدد التي تشتق منه ابتداء من الاثنين بصيغة مثنى ثم الثلاثة والأربعة بصيغة ثلاث ورباع . والأكثر أنهم لا يتجاوزون بهذه الصيغة مادة الأربعة وقيل يجوز إلى العشرة . والمعنى : اثنين اثنين الخ . وتقدم قوله ( أن تقوموا لله مثنى وفرادى ) في سورة سبا .
والكلام على ( أولي ) تقدم .
والمعنى : أنهم ذوو أجنحة بعضها مصففة جناحين جناحين في الصف وبعضها ثلاثة ثلاثة وبعضها أربعة أربعة وذلك قد تتعدد صفوفه فتبلغ أعدادا كثيرة فلا ينافي هذا ما ورد في الحديث عن عبد الله بن مسعود " أن النبي A رأى جبريل له ستمائة جناح " .
ويجوز أن تكون أعداد الأجنحة متغيرة لكل ملك في أوقات متغيرة على حسب المسافات التي يؤمرون باختراقها من السماوات والأرضين . والأظهر أن الأجنحة للملائكة من أحوال التشكل الذي يتشكلون به وفي رواية الزهري أن جبريل قال للنبي A " لو رأيت إسرافيل إن له لاثني عشر ألف جناح وإن العرش لعلى كاهله "