وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهي مكية وحكي اتفاق أهل التفسير عليه . وعن مقاتل أن أية ( ويرى الذين أوتوا العلم ) إلى قوله ( العزيز الحميد ) نزلت بالمدينة . ولعله بناء على تأويلهم أهل العلم إنما يراد بهم أهل الكتاب الذين أسلموا مثل عبد الله بن سلام . والحق أن الذين أوتوا العلم هم أصحاب محمد A وعزي ذلك إلى ابن عباس أو هم أمة محمد قاله قتادة أي لأنهم أوتوا بالقرآن علما كثيرا قال تعالى ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) على أنه لا مانع من التزام أنهم علماء أهل الكتاب قبل أن يؤمنوا لأن المقصود الاحتجاج بما هو مستقر في نفوسهم الذي أنبأ عنه إسلام طائفة منهم كما نبينه عند قوله تعالى ( ويرى الذين أوتوا العلم ) الخ .
ولابن الحصار أن سورة سبا مدنية لما رواه الترمذي : عن فروة بن مسيك العطيفي المرادي قال : أتيت رسول الله A إلى أن قال : " وأنزل في سبأ ما أنزل . فقال رجل : يا رسول الله : وما سبأ ؟ " الحديث . قال ابن الحصار : هاجر فروة سنة تسع بعد فتح الطائف . وقال ابن الحصار : يحتمل أن يكون قوله ( وأنزل ) حكاية عما تقدم نزوله قبل هجرة فروة أي أن سائلا سأل عنه لما قرأه أو سمعه من هذه السورة أو من سورة النمل .
وهي السورة الثامنة والخمسون في عداد السور نزلت بعد سورة لقمان سورة الزمر كما في المروي عن جابر بن زيد واعتمد عليه الجعبري كما في الإتقان وقد تقدم في سورة الإسراء أن قوله تعالى فيها ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) إلى قوله ( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ) إنهم عنوا قوله تعالى في هذه السورة ( إن تشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء ) فاقتضى أن سورة سبأ نزلت قبل سورة الإسراء وهو خلاف ترتيب جابر بن زيد الذي يعد الإسراء متممة الخمسين .
وليس يتعين أن يكون قولهم ( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ) معنيا به هذه الآية لجواز أن يكون النبي A هددهم بذلك في موعظة أخرى .
وعدد آيها أربع وخمسون في عد الجمهور وخمس وخمسون في عد أهل الشام .
أغراض هذه السورة .
من أغراض هذه السورة إبطال قواعد الشرك وأعظمها إشراكهم آلهة مع الله وإنكار البعث فابتدئ بدليل على انفراده تعالى بالإلهية عن أصنامهم ونفي أن تكون الأصنام شفعاء لعبادها .
ثم موضوع البعث وعن مقاتل : أن سبب نزولها أن أبا سفيان لما سمع قوله تعالى ( ليعذب الله المنافقين والمنافقات ) " الآية الأخيرة من سورة الأحزاب " قال لأصحابه : كأن محمدا يتوعدنا بالعذاب بعد أن نموت واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبدا فأنزل الله تعالى ( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة ) الآية .
وعليه فما قبل الآية المذكورة من قوله ( الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ) إلى قوله ( وهو الرحيم الغفور ) تمهيد للمقصود من قوله ( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة ) .
واثبات إحاطة علم الله بما في السماوات وما في الأرض فما يخبر به فهو واقع ومن ذلك إثبات البعث والجزاء .
وإثبات صدق النبي A فيما أخبر به وصدق ما جاء به القرآن وأن القرآن شهدت به علماء أهل الكتاب .
وتخلل ذلك بضروب من تهديد المشركين وموعظتهم بما حل ببعض الأمم المشركين من قبل . وعرض بأن جعلهم لله شركاء كفران لنعمة الخالق فضرب لهم المثل بمن شكروا نعمة الله واتقوه فأوتوا خير الدنيا والآخرة وسخرت لهم الخيرات مثل داود وسليمان وبمن كفروا بالله فسلط عليه الأزراء في الدنيا وأعد لهم العذاب في الآخرة مثل سبأ وحذروا من الشيطان وذكروا بأن ما هم فيه من قرة العين يقربهم إلى الله وأنذروا بما سيلقون يم الجزاء من خزي وتكذيب وندامة وعدم النصير وخلود في العذاب وبشر المؤمنون بالنعيم المقيم .
( الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير [ 1 ] ) A E