وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأما القول باستثناء آيتين وثلاث فمستند إلى ما رواه ابن جرير عن قتادة وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن قوله تعالى ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ) إلى آخر الآيتين أو الثلاث نزلت بسبب مجادلة كانت من اليهود أن أحبارهم قالوا : يا محمد أرأيت قوله ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) إيانا تريد أم قومك ؟ فقال رسول الله A : كلا أردت . قالوا : ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان كل شئ فقال رسول الله A إنها في علم الله قليل فأنزل الله عليه ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ) الآيات . وذلك مروي بأسانيد ضعيفة وعلى تسليمها فقد أجيب بأن اليهود جادلوا في ذلك ورسول الله A بمكة بأن لقنوا ذلك وفدا من قريش إليهم إلى المدينة وهذا أقرب للتوفيق بين الأقوال . وهذه الروايات وإن كانت غير ثابتة بسند صحيح إلا أن مثل هذا يكتفي فيه بالمقبول في الجملة . قال أبو حيان : سبب نزول هذه السورة أن قريشا سألوا رسول الله A عن قصة لقمان مع ابنه أي سألوه سؤال تعنت واختبار . وهذا الذي ذكره أبو حيان يؤيد تصدير السورة بقوله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) .
وهذه السورة هي السابعة والخمسون في تعداد نزول السور نزلت بعد سورة الصافات وقبل سورة سبأ .
وعدت آياتها ثلاثا وثلاثين في عد أهل المدينة ومكة وأربعا وثلاثين في عد أهل الشام والبصرة والكوفة .
أغراض هذه السورة .
الأغراض التي اشتملت عليها هذه السورة تتصل بسبب نزولها الذي تقدم ذكره أن المشركين سألوا عن قصة لقمان وابنه وإذا جمعنا بين هذا وبين ما سيأتي عند قوله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) من أن المراد به النضر بن الحارث إذ كان يسافر إلى بلاد الفرس فيقتني كتب اسفنديار ورستم وبهرام وكان يقرؤها على قريش ويقول : يخبركم محمد عن عاد وثمود وأحثكم أنا عن رستم واسفنديار وبهرام فصدرت هذه السورة بالتنويه بهدى القرآن ليعلم الناس أنه لا يشتمل إلا على ما فيه هدى وإرشاد للخير ومثل الكمال النفساني فلا التفات فيه إلى أخبار الجبابرة وأهل الضلال إلا في مقام التحذير مما هم فيه ومن عواقبه فكان صدر هذه السورة تمهيدا لقصة لقمان وقد تقدم الإلماع إلى هذا في قوله تعالى في أول سورة يوسف ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) ونبهت عليه في المقدمة السابعة بهذا التفسير .
وانتقل من ذلك إلى تسفيه النضر بن الحارث وقصصه الباطلة .
A E وابتدئ ذكر لقمان بالتنويه بأن آتاه الله الحكمة وأمره بشكر النعمة . وأطيل الكلام في وصايا لقمان وما اشتملت عليه : من التحذير من الإشراك ومن الأمر ببر الوالدين ومن مراقبة الله لأنه عليم بخفيات الأمور وإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر والتحذير من الكبر والعجب والأمر بالاتسام بسمات المتواضعين في المشي والكلام .
وسلكت السورة أفانين ذات مناسبات لما تضمنته وصية لقان لابنه وأدمج في ذلك تذكير المشركين بدلائل وحدانية الله تعالى وبنعمه عليهم وكيف أعرضوا عن هديه وتمسكوا بما ألفوا عليه آباءهم .
وذكرت مزية دين الإسلام .
وتسلية الرسول A بتمسك المسلمين بالعروة الوثقى وأنه لا يحزنه كفر من كفروا .
وانتظم في هذه السورة الرد على المعارضين للقرآن في قوله ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ) وما بعدها . وختمت بالتحذير من دعوة الشيطان والتنبيه إلى بطلان ادعاء علم الغيب .
( ألم [ 1 ] ) تقدم الكلام على نظائرها في أول سورة البقرة .
( تلك آيات الكتاب الحكيم [ 2 ] هدى ورحمة للمحسنين [ 3 ] الذين يقيمون الصلواة ويؤتون الزكواة وهم بالآخرة هم يوقنون [ 4 ] أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون [ 5 ] ) إذا كانت هذه السورة نزلت بسبب سؤال قريش عن لقمان وابنه فهذه الآيات إلى قوله ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) بمنزلة مقدمة لبيان أن مرمى القرآن من قص القصة ما فيها من علم وحكمة وهدى وأنها مسوقة للمؤمنين لا للذين سألوا عنها فكان سؤالهم نفعا للمؤمنين