وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد أدمج في الاعتبار بهذه الآية امتنان بنعمة في هذه الآية أشار إليها بقوله ( لكم ) أي لأجل نفعكم .
و ( لقوم يتفكرون ) متعلق ب ( آيات ) لما فيه من معنى الدلالة . وجعلت الآيات لقوم يتفكرون لأن التفكر والنظر في تلك الدلائل هو الذي يجلي كنهها ويزيد الناظر بصارة بمنافع أخرى في ضمنها .
والذين يتفكرون : المؤمنون وأهل الرأي من المشركين الذين يؤمنون بعد نزول هذه الآية .
والخطاب في قوله ( أن خلق لكم ) لجميع نوع الإنسان الذكور والإناث .
والزوج : هو الذي به يصير للواحد ثان فيطلق على امرأة الرجل ورجل المرأة فجعل الله لكل فرد زوجه .
ومعنى ( من أنفسكم ) من نوعكم فجميع الأزواج من نوع الناس وأما قول تأبط شرا : .
وتزوجت في الشبيبة غولا ... بغزال وصدقتي زق خمر فمن تكاذيبهم وكذلك ما يزعمه المشعوذون من التزوج بالجنيات وما يزعمه أهل الخرافات والروايات من وجود بنات في البحر وأنها قد يتزوج بعض الإنس ببعضها .
والسكون : هنا مستعار للتأنس وفرح النفس لأن في ذلك زوال اضطراب الوحشة والكمد والسكون الذي هو زوال اضطراب الجسم كما قالوا : اطمأن إلى كذا وانقطع إلى كذا .
وضمن ( لتسكنوا ) معنى لتميلوا فعدي بحرف ( إلى ) وإن كان حقه أن يعلق ب ( عند ) ونحوها من الظروف .
والمودة : المحبة . والرحمة : صفة تبعث على حسن المعاملة .
وإنما جعل في ذلك آيات كثيرة باعتبار اشتمال ذلك الخلق على دقائق كثيرة متولد بعضها عن بعض يظهرها التأمل والتدبر بحيث يتجمع منها آيات كثيرة .
A E واللام في قوله ( لقوم يتفكرون ) معناه شبه التمليك وهو معنى أثبته صاحب مغني اللبيب ويظهر أنه واسطة بين معنى التمليك ومعنى التعليل . ومثله في المغني بقوله تعالى ( جعل لكم من أنفسكم أزواجا ) وذكر في المعنى العشرين من معاني اللام أن ابن مالك في كافيته سماه لام التعدية ولعله يريد تعدية خاصة ومثله بقوله تعالى ( فهب لي من لدنك وليا ) .
( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين [ 22 ] ) هذه الآية الثالثة وهي آية النظام الأرضي في خلق الأرض بمجموعها وسكانها ؛ فخلق السماوات والأرض آية عظيمة مشهودة بما فيها من تصاريف الأجرام السماوية والأرضية وما هو محل العبرة من أحوالهما المتقارنة المتلازمة كالليل والنهار والفصول والمتضادة كالعلو والانخفاض .
وإذ قد كان أشرف ما على الأرض نوع الإنسان قرن ما في بعض أحواله من الآيات بما في خلق الأرض من الآيات وخص من أحواله المتخالفة لأنها أشد عبرة إذ كان فيها اختلاف بين أشياء متحدة في الماهية ولأن هاته الأحوال المختلفة لهذا النوع الواحد نجد أسباب اختلافها من آثار خلق السماوات والأرض فاختلاف الألسنة سببه القرار بأوطان مختلفة متباعدة واختلاف الألوان سببه اختلاف الجهات المسكونة من الأرض واختلاف مسامته أشعة الشمس لها ؛ فهي من آثار خلق السماوات والأرض .
ولذلك فالظاهر أن المقصود هو آية اختلاف اللغات والألوان وأن ما تقدمه من خلق السماوات والأرض تمهيدا له وإيماء إلى انطواء أسباب الاختلاف في أسرار خلق السماوات والأرض .
وقد كانت هذه الآية متعلقة بأحوال عرضية في الإنسان ملازمة له فبتلك الملازمة أشبهت الأحوال الذاتية المطلقة ثم النسبية فلذلك ذكرت هذه الآية عقب الآيتين السابقتين حسب الترتيب السابق .
وقد ظهر وجه المقارنة بين خلق السماوات والأرض وبين اختلاف ألسن البشر وألوانهم وتقدم في سورة آل عمران قوله ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب ) .
والألسنة : جمع لسان وهو يطلق على اللغة كما في قوله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) وقوله ( لسان الذي يلحدون إليه أعجمي ) .
واختلاف لغات البشر آية عظيمة فهم مع اتحادهم في النوع كان اختلاف لغاتهم آية دالة على ما كونه الله في غريزة البشر من اختلاف التفكير وتنويع التصرف في وضع اللغات وتبدل كيفياتها باللهجات والتخفيف والحذف والزيادة بحيث تتغير الأصول المتحدة إلى لغات كثيرة