وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وآياتها تسع وستون باتفاق أصحاب العدد من أهل الأمصار .
أغراض هذه السورة .
افتتاح هذه السورة بالحروف المقطعة يؤذن بأن من أغراضها تحدي المشركين بالإتيان بمثل سورة منه كما بينا في سورة البقرة وجدال المشركين في أن القرآن نزل من عند الله هو الأصل فيما حدث بين المسلمين والمشركين من الأحداث المعبر عنها بالفتنة في قوله هنا ( أن يقولوا آمنا وهو لا يفتنون ) . فتعين أن أول أغراض هذه السورة تثبيت المسلمين الذين فتنهم المشركون وصدوهم عن الإسلام أو عن الهجرة مع من هاجروا .
ووعد الله بنصر المؤمنين وخذل أهل الشرك وأنصارهم وملقنهم من أهل الكتاب .
والأمر بمجافاة المشركين والابتعاد منهم ولو كانوا اقرب القرابة .
ووجوب صبر المؤمنين على أذى المشركين وأن لهم في سعة الأرض ما ينجيهم من أذى أهل الشرك .
ومجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ما عدا الظالمين منهم للمسلمين .
وأمر النبي A بالثبات على إبلاغ القرآن وشرائع الإسلام .
والتأسي في ذلك بأحوال الأمم التي جاءتها الرسل وأن محمدا A جاء بمثل ما جاءوا به .
وما تخلل أخبار من ذكر فيها من الرسل من العبر .
والاستدلال على أن القرآن منزل من عند الله بدليل أمية من أنزل عليه A .
وتذكير المشركين بنعم الله عليهم ليقلعوا عن عبادة ما سواه .
A E وإلزامهم بإثبات وحدانيته بأنهم يعترفون بأنه خالق من في السماوات ومن في الأرض .
والاستدلال على البعث بالنظر في بدء الخلق وهو اعجب من إعادته .
وإثبات الجزاء على الأعمال .
وتوعد المشركين بالعذاب الذي يأتيهم بغتة وهم يتهكمون باستعجاله .
وضرب المثل لاتخاذ المشركين أولياء من دون الله بمثل وهي بيت العنكبوت .
( ألم [ 1 ] ) تقدم القول في معاني أمثالها مستوفى عند مفتتح سورة البقرة .
واعلم أن التهجي المقصود به التعجيز يأتي في كثير من سور القرآن وليس يلزم أن يقع ذكر القرآن أو الكتاب بعد تلك الحروف وإن كان ذلك هو الغالب في سور القرآن ما عدا ثلاث سور وهي فاتحة سورة مريم وفاتحة هذه السورة وفاتحة سورة الروم . على أن هذه السورة لم تخل من إشارة إلى التحدي بإعجاز القرآن لقوله تعالى ( أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ) .
( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون [ 2 ] ) الاستفهام في ( أحسب ) مستعمل في الإنكار أي إنكار حسبان ذلك . وحسب بمعنى ظن وتقدم في قوله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ) في سورة البقرة . والمراد بالناس كل الذين آمنوا فالقول كناية عن حصول المقول في نفس المر أي أحسب الناس وقوع تركهم لأن يقولوا آمنا فقوله ( أن يتركوا ) مفعول أول ل ( حسب ) . وقوله ( أن يقولوا آمنا ) شبه جملة في محل المفعول الثاني وهو مجرور بلام جر محذوف مع ( أن ) حذفا مطردا والتقدير : أحسب الناس تركهم غير مفتونين لأجل قولهم : آمنا فإن أفعال الظن والعلم لا تتعدى إلى الذوات وإنما تتعدى إلى الأحوال والمعاني وكان حقها أن يكون مفعولها واحدا دالا على حالة ولكن جرى استعمال الكلام على أن يجعلوا لها اسم ذات مفعولا ثم يجعلوا ما يدل على حالة للذات مفعولا ثانيا . ولذلك قالوا : إن مفعولي أفعال القلوب " أي العلم ونحوه " أصلهما مبتدأ وخبر .
والترك : عدم تعهد الشيء بعد الاتصال به .
والترك هنا مستعمل في حقيقته لأن الذين آمنوا قد كانوا مخالطين للمشركين ومن زمرتهم فلما آمنوا اختصوا بأنفسهم وخالفوا أحوال قومهم وذلك مظنة أن يتركهم المشركون وشأنهم فلما أبى المشركون إلا منازعتهم طمعا في إقلاعهم عن الإيمان وقع ذلك منهم موقع المباغتة والتعجب وتقدم الترك المجازي في قوله تعالى ( وتركهم في ظلمات لا يبصرون ) أوائل البقرة .
و ( أن يقولوا ) في موضع نصب على نزع الخافض الذي هو لام التعليل والتقدير : لأجل أن يقولوا آمنا .
وجملة ( وهم لا يفتنون ) حال أي لا يحسبوا انهم سالمون من الفتنة إذا آمنوا .
والفتن والفتون : فساد حال الناس بالعدوان والأذى في الأنفس والأموال والأهلين . والاسم الفتنة وقد تقدم عند قوله تعالى ( إنما نحن فتنة فلا تكفر ) في سورة البقرة