وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والكسف بكسر الكاف وسكون السين في قرأة من عدا حفصا : القطعة من الشيء . وقال في الكشاف هو جمع كسفة مثل قطع وسدر . والأول أظهر قال تعالى ( وإن يروا كسفا من السماء ساقطا ) .
وقرأ حفص ( كسفا ) بكسر الكاف وفتح السين على أنه جمع كسف كما في قوله ( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ) وقد تقدم في سورة الإسراء .
وقولهم ( إن كنت من الصادقين ) كقول ثمود ( فأتنا بآية إن كنت من الصادقين ) إلا أن هؤلاء عينوا الآية فيحتمل أن تعيينها اقتراح منهم ويحتمل أن شعيبا أنذرهم بكسف يأتي فيه عذاب . وذلك هو يوم الظلة المذكور في هذه الآية فكان جواب شعيب بإسناد العلم إلى الله فهو العالم بما يستحقونه من العذاب ومقداره . و ( أعلم ) هنا مبالغة في العالم وليس هو بتفضيل .
( فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة أنه كان عذاب يوم عظيم [ 189 ] ) .
الظلة : السحابة كانت فيها صواعق متتابعة اصابتهم فأهلكتهم كما تقدم في سورة الأعراف . وقد كان العذاب من جنس ما سألوه ومن إسقاط شيء من السماء . وقوله ( فكذبوه ) الفاء فصيحة أي فتبين من قولهم ( إنما أنت من المسحرين ) أنهم كذبوه أي تبين التكذيب والثبات عليه بما دل عليه ما قصدوه من تعجيزه إذ قالوا ( فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ) . وفي إعادة فعل التكذيب إيقاظ للمشركين بأن حالهم كحال أصحاب شعيب فيوشك أن يكون عقابهم كذلك .
A E ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين [ 190 ] وإن ربك لهو العزيز الرحيم [ 191 ] ) .
أي في ذلك آية لكفار قريش إذ كان حالهم كحال أصحاب ليكة فقد كانوا من المطففين مع الإشراك قال تعالى ( ويل للمطففين ) إلى قوله ( ليوم عظيم ) . وقد تقدم القول في نظائره . وقد ذكرنا في طالعة هذا السورة وجه تكرير آية ( إن في ذلك لآية ) الخ .
( وإنه لتنزيل رب العلمين [ 192 ] نزل به الروح الأمين [ 193 ] على قلبك لتكون من المنذرين [ 194 ] بلسان عربي مبين [ 195 ] ) .
عود إلى ما افتتحت به السورة من التنويه بالقرآن وكونه الآية العظمى بما اقتضاه قوله ( تلك آيات الكتاب المبين ) كما تقدم لتختتم السورة بإطناب التنويه بالقرآن كما ابتدئت بإجمال التنويه به والتنبيه على أنه أعظم آية اختارها الله أن تكون معجزة أفضل المرسلين . فضمير ( وإنه ) عائد إلى معلوم من المقام بعد ذكر آيات الرسل الأولين . فبواو العطف اتصلت الجملة بالجمل التي قبلها وبضمير القرآن اتصل غرضها بغرض صدر السورة .
فجملة ( وإنه لتنزيل رب العالمين ) معطوفة على الجمل التي قبلها المحكية فيها أخبار الرسل المماثلة أحوال أقوامهم لحال قوم محمد A وما أيدهم الله به من الآيات ليعلم أن القرآن هو آية الله لهذه الأمة فعطفها على الجمل التي مثلها عطف القصة على القصة لتلك المناسبة . ولكن هذه الجملة متصلة في المعنى بجملة ( تلك آيات الكتاب المبين ) بحيث لولا ما فصل بينها وبين الأخرى من طول الكلام لكانت معطوفة عليها . ووجه الخطاب إلى النبي A لأن في التنويه بالقرآن تسلية له على ما يلاقيه من إعراض الكافرين عن قبوله وطاعتهم فيه .
والتأكيد ب ( إن ) ولام الابتداء لرد إنكار المنكرين .
والتنزيل مصدر بمعنى المفعول للمبالغة في الوصف حتى كأن المنزل نفس التنزيل . وجملة ( نزل به الروح الأمين ) بيان ل ( تنزيل رب العالمين ) أي كان تنزيله على هذه الكيفية .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر بتخفيف زاي ( نزل ) ورفع ( الروح ) . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم ويعقوب وخلف ( نزل ) بتشديد الزاي ونصب ( الروح الأمين ) أي نزله الله به .
و ( الروح الأمين ) : جبريل وهو لقبه في القرآن سمي روحا لأن الملائكة من عالم الروحانيات وهي المجردات . وتقدم الكلام على الروح في سورة الإسراء وتقدم ( روح القدس ) في البقرة . ونزول جبريل إذن الله تعالى فنزوله تنزيل من رب العالمين .
و ( الأمين ) صفة جبريل لأن الله أمنه على وحيه . والباء فيقوله ( نزل به ) للمصاحبة .
والقلب : يطلق على ما به قبول المعلومات كما قال تعالى ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) أي إدراك وعقل