وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

مناسبة موقع هذا الاستدلال بعد ما قبله أنه استدلال بدقيق آثار القدرة في تكوين المياه وجعلها سبب حياة مختلفة الأشكال والأوضاع . ومن أعظمها دقائق الماء الذي خلق منه أشرف الأنواع التي على الأرض وهو نطفة الإنسان بأنها سبب تكوين النسل للبشر فإنه يكون أول أمره ماء ثم يتخلق منه البشر العظيم فالتنوين في قوله ( بشرا ) للتعظيم .
والقصر المستفاد من تعريف الجزئين قصر إفراد لإبطال دعوى شركة الأصنام لله في الإلهية .
والبشر : الإنسان . وقد تقدم في قوله تعالى ( فتمثل لها بشرا سويا ) في سورة مريم . والضمير المنصوب في ( فجعله ) عائد إلى البشر أي فجعل البشر الذي خلقه من الماء نسبا وصهرا أي قسم الله البشر قسمين نسب وصهر . فالواو للتقسيم بمعنى ( أو ) والواو أجود من ( أو ) في التقسيم .
و ( نسبا وصهرا ) مصدران سمي بهما صنفان من القرابة على تقدير : ذا نسب وصهر وشاع وذلك في الكلام .
والنسب لا يخلو من أبوة وبنوة وأخوة لأولئك وبنوة لتلك الأخوة .
وأما الصهر فهو : اسم لما بين المرء وبين قرابة زوجه وأقاربه من العلاقة ويسمى أيضا مصاهرة لأنه يكون من وجتهين وهو آصره اعتبارية تتقوم بالإضافة إلى ما تضاف إليه فصهر الرجل قرابة امرأته وصهر المرأة قرابة زوجها ولذلك يقال : صاهر فلان فلانا إذا تزوج من قرابته ولو قرابة بعيدة كقرابة القبيلة . وهذا لا يخلوا عنه البشر المتزوج وغير المتزوج .
ويطلق الصهر على من له مع الآخرة علاقة المصاهرة من إطلاق المصدر في موضع الوصف فالأكثر حينئذ أن يخص بقريب زوج الرجل وأما قريب زوج المرأة فهو ختن لها أو حم . ولا يخلو أحد عن آصرة صهر ولو بعيدا . وقد أشار إلى ما في هذا الخلق العجيب من دقائق نظام إيجاد طبيعي واجتماعي بقوله ( وكان ربك قديرا ) أي عظيم القدرة إذ أوجد من هذا الماء خلقا عظيما صاحب عقل وتفكير فاختص باتصال أواصر النسب وأواصر الصهر وكان ذلك أصل نظام الاجتماع البشري لتكوين القبائل والشعوب وتعاونهم مما جاء بهذه الحضارة المرتقية مع العصور والأقطار قال تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) .
وفي تركيب ( وكان ربك قديرا ) من دقيق الإيذان بأن قدرته راسخة واجبة له متصف بها في الأزل بما اقتضاه فعل ( كان ) وما في صيغة ( قدير ) من الدلالة على قوة القدرة المقتضية تمام الإرادة والعلم .
( ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا [ 55 ] ) .
الواو للحال وهذا مستعمل في التعجيب من استمرارهم في الشرك وأعقب ذكر ما نفع الله به الناس من إلطافه بهم في تصاريف الكائنات إذ جعل لهم الليل والنهار وخلق لهم الماء فأنبت به الزرع وسقى به الناس والأنعام مع ما قارنه من دلائل القدرة بذكر عبادتهم ما لا ينفع الناس عودا إلى حكاية شيء من أحوال مشركي مكة .
ونفي الضر بعد نفي النفع للتنبيه على انتفاء شبهة عبدة الأصنام في شركهم لأن موجب العبادة إما رجاء النفع وإما اتقاء ضر المعبود وكلاهما منتف عن الأصنام بالمشاهدة .
والتعبير بالفعل المضارع للدلالة على تجدد عبادتهم الأصنام وعدم إجداء الدلائل المقلعة عنها في جانبهم .
وجملة ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ) تذييل لما قبله فاللام في تعريف ( الكافر ) للاستغراق أي على كل كافر على ربه ظهير .
وجعل الخبر عن الكافر خبرا ل ( كان ) للدلالة على إن اتصافه بالخبر أمر متقرر معتاد من كل كافر .
والظهير : المظاهر أي المعين وتقدم في قوله تعالى ( ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) في سورة الإسراء وهو فعيل بمعنى مفاعل أي مظاهر مثل حكيم بمعنى محكم وعوين بمعنى معاون . وقول عمر بن معد يكرب : .
" من ريحانة الداعي السميع A E