وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتعريف بالموصول هنا لكون الصلة من صفات الله في نفس الأمر وعند المؤمنين وإن كان الكفار ينكرونها لكنهم يعرفون أن الرسول أعلنها فالله معروف بذلك عندهم معرفة بالوجه لا بالكنه الذي ينكرونه .
والفرقان : القرآن وهو في الأصل مصدر فرق كما في قوله ( وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان ) وقوله ( يجعل لكم فرقانا ) . وجعل علما بالغلبة على القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل لما بين من دلائل الحق ودحض الباطل . وقد تقدم في قوله تعالى ( وأنزلنا الفرقان ) في سورة آل عمران .
وإيثار اسم الفرقان بالذكر هنا للإيماء إلى أن ما سيذكر من الدلائل على الوحدانية وإنزال القرآن دلائل قيمة تفرق بين الحق والباطل .
ووصف النبي ب ( عبده ) تقريب له وتمهيد لإبطال طلبهم منه في قوله ( وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ) الآية .
والمراد ب ( العالمين ) جميع الأمم من البشر لأن العالم يطلق على الجنس وعلى النوع وعلى الصنف بسب ما يسمح به المقام والنذارة لا تكون إلا للعقلاء ممن قصدوا بالتكليف . وقد مضى الكلام على لفظ ( العالمين ) في سورة الفاتحة .
والنذير : المخبر بسوء يقع وهو فعيل بمعنى مفعل بصيغة اسم الفاعل مثل الحكيم . والاقتصار في وصف الرسول هنا على النذير دون البشر كما في قوله ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) لأن المقام هنا لتهديد المشركين إذ كذبوا بالقرآن وبالرسول E . فكان مقتضيا لذكر النذارة دون البشارة وفي ذلك اكتفاء لأن البشارة تخطر ببال السامع عند ذكر النذارة . وسيجيء ( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) في هذه السورة .
وفي هذه الآية جمع بين التنويه بشأن القرآن وأنه منزل من الله وتنويه بشأن النبي E ورفعة منزلته عند الله وعموم رسالته .
( الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا [ 2 ] ) .
أجريت على اسم الله تعالى هذه الصفات الأربع بطريق تعريف الموصولية لأن بعض الصلات معروف عند المخاطبين اتصاف الله به وهما الصفتان الأولى والرابعة ؛ وإذا قد كانتا معلومتين كانت الصلتان الأخريان المذكورتان معهما في حكم المعروف لأنهما أجريتا على من عرف بالصلتين الأولى والرابعة فإن المشركين ما كانوا يمترون في أن الله هو مالك السماوات والأرض ولا في أن الله هو خالق كل شيء كما في قوله ( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون الله ) الآيات من سورة المؤمنين ولكنهم يثبتون لله ولدا وشريكا في الملك .
A E ومن بديع النظم أن جعل الوصفان المختلف فيهما معهم متوسطين بين الوصفين اللذين لا مرية فيهما حتى يكون الوصفان المسلمين كالدليل أولا والنتيجة آخرا فإن الذي له ملك السماوات والأرض لا يليق به أن يتخذ ولدا ولا أن يتخذ شريكا لأن ملكه العظيم يقتضي غناه المطلق فيقتضي أن يكون اتخاذه ولدا وشريكا عبثا إذ لا غاية له وإذا كانت أفعال العقلاء تصان عن العبث فكيف بأفعال أحكم الحكماء تعالى وتقدس .
فقوله ( الذي له ملك السماوات والأرض ) بدل من ( الذي نزل الفرقان ) .
وإعادة اسم الموصول لاختلاف الغرض من الصلتين لأن الصلة الأولى في غرض الامتنان بتنزيل القرآن للهدى والصلة الثانية في غرض اتصاف الله تعالى بالوحدانية .
وفي الملك إيماء إلى أن الاشتراك في الملك ينافي حقيقة الملك التامة التي لا يليق به غيرها .
والخلق : الإيجاد أي أوجد كل موجود من عظيم الأشياء وحقيرها . وفرع على ( خلق كل شيء فقدره تقديرا ) لأنه دليل على إتقان الخلق إتقانا يدل على أن الخالق متصف بصفات الكمال .
ومعنى ( قدرة ) جعله على مقدار وحد معين لا مجرد مصادفة أي خلقه مقدرا أي محكما مضبوطا صالحا لما خلق لأجله لا تفاوت فيه ولا خلل . وهذا يقتضي أنه خلقه بإرادة وعلم على كيفية أرادها وعينها كقوله ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) . وقد تقدم في قوله ( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ) في سورة الرعد . وتأكيد الفعل بالمفعول المطلق بقوله ( تقديرا ) للدلالة على أنه تقدير كامل في نوع التقادير