وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الواو اعتراضية أو عاطفة على جملة ( وأولئك هم المفلحون ) . والتقدير : وهم الفائزون . فجاء نظم الكلام على هذا الإطناب ليحصل تعميم الحكم والمحكوم عليه . وموقع هذه الجملة موقع تذييل لأنها تعم ما ذكر قبلها من قول المؤمنين ( سمعنا وأطعنا ) وتشمل غيره من الطاعات بالقول أو بالفعل .
و ( من ) شرطية عامة وجملة ( فأولئك ) جواب الشرط . والفوز : الظفر بالمطلوب الصالح . والطاعة : امتثال الأوامر واجتناب النواهي .
والخشية : الخوف . وهي تتعلق بالخصوص بما عسى أن يكون قد فرط فيه من التكاليف على إنها تعم التقصير كله .
والتقوى : الحذر من مخالفة التكاليف في المستقبل .
فجمعت الآية أسباب الفوز في الآخرة وأيضا في الدنيا .
وصيغة الحسر للتعريض بالذين أعرضوا إذا دعوا إلى الله ورسوله وهي على وزان صيغة القصر التي تقدمتها .
( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون [ 53 ] ) عطف على جملة ( ويقولون آمنا بالله وبالرسول ) . أتبعت حكاية قولهم ذلك بحكاية قسم أقسموه بالله ليتنصلوا من وصمة أن يكون إعراضهم عن الحكومة عند الرسول صلى الله صلى عليه وسلم فجاءوه فأقسموا إنهم لا يضمرون عصيانه فيما يقضي به فإنه لو أمرهم الرسول بأشق شيء وهو الخروج للقتال لأطاعوه . قال ابن عطية : وهذه في المنافقين الذين تولوا حين دعوا إلى الله ورسوله . وقال القرطبي : لما بين كراهتهم لحكم النبي أتوه فقالوا : والله لو أمرتنا أن نخرج من ديارنا وأموالنا لخرجنا ولو أمرتنا بالجهاد لجاهدنا . فنزلت هذه الآية .
وكلام القرطبي يقتضي أنهم ذكروا خروجين . وبذلك يكون من الإيجاز في الآية حذف متعلق الخروج ليشمل ما يطلق عليه لفظ الخروج من حقيقة ومجاز بقرينة ما هو معروف من قصة سبب نزول الآية يومئذ فإنه بسبب خصومة في مال فكان معنى الخروج من المال أسبق في القصد . واقتصر جمهور المفسرين على أن المراد ليخرجن من أموالهم وديارهم . واقتصر الطبري عل أن المراد ليخرجن إلى الجهاد على اختلاف الرأيين في سبب النزول .
والإقسام : النطق بالقسم أي اليمين .
وضمير ( أقسموا ) عائد إلى ما عاد إليه ضمير ( ويقولون ) . بفعل المضي هنا لأن ذلك شيء وقع وانقضى .
A E والجهد بفتح الجيم وسكون الهاء : منتهى الطاقة . ولذلك يطلق على المشقة كما في حديث بدء الوحي " فغطني حتى بلغ مني الجهد " لأن الأمر الشاق لا يعمل إلا بمنتهى الطاقة . وهو مصدر ( جهد ) كمنع متعديا إذا أتعب غيره .
ونصب ( جهد أيمانهم ) يجوز أن يكون على الحال من ضمير ( أقسموا ) على تأويل المصدر باسم الفاعل كقوله ( لا تأتيكم إلا بغتة ) أي جاهدين . والتقدير : جاهدين أنفسهم أي بالغين بها أقصى الطاقة . وهذا على طريقة التجريد . ومعنى ذلك : أنهم كرروا الأيمان وعددوا عباراتها حتى أتعبوا أنفسهم ليوهموا أنهم صادقون في أيمانهم . وإضافة ( جهد ) إلى ( أيمانهم ) على هذا الوجه إضافة على معنى ( من ) أي جهدا ناشئا من أيمانهم .
ويجوز أن يكون ( جهد ) منصوبا على المفعول المطلق الواقع بدلا من فعله . والتقدير : جهدوا أيمانهم جهدا والفعل المقدر في موضع الحال من ضمير ( أقسموا ) . والتقدير : أقسموا يجهدون أيمانهم جهدا . وإضافة ( جهد ) إلى ( أيمانهم ) على هذا الوجه من إضافة المصدر إلى مفعوله ؛ جعلت الأيمان كالشخص الذي له جهد ففيه استعارة مكنية ورمز إلى المشبه به بما هو من روادفه وهو أن أحدا يجهده أي يستخرج منه طاقته فإن كل إعادة لليمين هي كتكليف لليمين بعمل متكرر كالجهد له فهذا أيضا استعارة .
وتقدم الكلام على شيء من هذا عند قوله تعالى ( أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم ) في سورة العقود وقوله ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ) في سورة الأنعام .
وجملة ( لئن أمرتهم ) الخ بيان لجملة ( أقسموا ) . وحذف مفعول ( أمرتهم ) لدلالة قوله ( ليخرجن ) . والتقدير : لئن أمرتهم بالخروج ليخرجن