وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضمائر ( علم صلاته وتسبيحه ) راجعة إلى ( كل ) لا محالة .
ولو كان المراد بها التوزيع على من في السماوات والأرض والطير من جهة وعلى اسم الجلالة من جهة لوقع ضمير فصل بعد ( علم ) فلكان راجعا إلى الله تعالى .
والرؤية هنا بصرية لأن تسبيح العقلاء مشاهد لكل ذي بصر وتسبيح الطير مشاهد باعتبار مسماه فما على الناظر إلا أن يعلم أن ذلك المسمى جدير باسم التسبيح .
وعلى هذا الاعتبار كان الاستفهام الإنكاري مكين الوقع .
وإن شئت قلت : إن جملة ( ألم تر ) جارية مجرى الأمثال في كلام البلغاء فلا التفات فيها إلى معنى الرؤية .
وقيل : الرؤية هنا قلبية . وأغنى المصدر عن المفعولين .
وجملة ( والله عليم بما يفعلون ) تذييل وهو إعلام بسعة علم الله تعالى الشامل للتسبيح وغيره من الأحوال .
والإتيان بضمير جمع العقلاء تغليب . وقد تقدم في قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ) في سورة البقرة وقوله ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن ) في سورة الأنعام .
( ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير [ 42 ] ) تحقيق لما دل عليه الكلام السابق من إعطائه الهدى للعجماوات في شؤونه وحرمانه إياه فريقا من العقلاء فلو كان ذلك جاريا على حسب الاستحقاق لكان هؤلاء أهدى من الطير في شأنهم .
وتقديم المعمولين للاختصاص أي أن التصرف في العوالم لله لا لغيره .
وفي هذا انتقال إلى دلالة أحوال الموجودات على تفرد الله تعالى بالخلق ولذلك أعقب بقوله : ( ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار [ 43 ] ) A E أعقب الدلالة على إعطاء الهدى في قوانين الإلهام في العجاوات بالدلالة على خلق الخصائص في الجماد بحيث تسير على السير الذي قدره الله لها سيرا لا يتغير فهي بذلك أهدى من فريق الكافرين الذين لهم عقول وحواس لا يهتدون بها إلى معرفة الله تعالى والنظر في أدلتها وفي ذلك دلالة على عظم القدرة وسعة العلم ووحدانية التصرف . وهذا استدلال بنظام بعض حوادث الجو حتى آل إلى قوله ( فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء ) .
وقد حصل من هذا حسن التخلص للانتقال إلى الاستدلال على عظم القدرة وسمو الحكمة وسعة العلم الإلهي .
و ( يزجي ) : يسوق . يقال : أزجى الإبل إزجاء .
وأطلق الإزجاء على دنو بعض السحاب من بعض بتقدير الله تعالى الشبيه بالسوق حتى يصير سحابا كثيفا فانضمام بعض السحاب إلى بعض عبر عنه بالتأليف بين أجزائه بقوله تعالى ( ثم يؤلف بينه ) إلخ .
وتقدم الكلام على السحاب في سورة البقرة في قوله ( والسحاب المسخر ) وفي أول سورة الرعد .
ودخلت ( بين ) على ضمير السحاب لأن السحاب ذو أجزاء كقول امرىء القيس : .
" بين الدخول فحومل أي يؤلف بين السحابات منه .
والركام : مشتق من الركم . والركم : الجمع والضم . ووزن فعال وفعالة يدل على معنى المفعول . فالركام بمعنى المركوم كما جاء في قوله تعالى ( وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ) في سورة الطور .
فإذا تراكم السحاب بعضه على بعض حدث فيه ما يسمى في علم حوادث الجو بالسيال الكهربائي وهو البرق . فقال بعض المفسرين : هو الودق . وأكثر المفسرين على أن الودق هو المطر وهو الذي اقتصرت عليه دواوين اللغة والمطر يخرج من خلال السحاب .
والخلال : الفتوق جمع خلل كجبل وجبال . وتقدم ( خلال الديار ) في سورة الإسراء .
ومعنى ( ينزل من السماء ) يسقط من علو إلى سفل أي ينزل من جو السماء إلى الأرض . والسماء : الجو الذي فوق جهة الأرض .
وقوله ( من جبال ) بدل من ( السماء ) بإعادة حرف الجر العامل في المبدل منه وهو بدل بعض لأن المراد بالجبال سحاب أمثال الجبال