وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد عرفه العبرانيون في عهد سليمان واتخذ منه سليمان بلاطا في ساحة صرحه كما ورد في قوله تعالى ( قال إنه صرح ممرد من قوارير ) . وقد عرفه اليونان قديما ومن أقوال الحكيم " ديوجينوس اليوناني " : " تيجان الملوك كالزجاج يسرع إليها العطب " . وسمى العرب الزجاج بلورا بوزن سنور وبوزن تنور . واشتهر بصناعته أهل الشام . قال الزمخشري في الكشاف : ( في زجاجة ) أراد قنديلا من زجاج شامي أزهر . واشتهر بدقة صنعه في القرن الثالث المسيحي أهل البندقية ولونوه وزينوه بالذهب وما زالت البندقية إلى الآن مصدر دقائق صنع الزجاج على اختلاف أشكاله وألوانه يتنافس فيه أهل الأذواق . وكذلك بلاد " بوهيميا " من أرض " المجر " لجودة التراب الذي يصنع مكنه في بلادهم . ومن أصلح ما انتفع فيه الزجاج اتخاذ أطباق منه توضع على الكوى النافذة والشبابيك لتمنع الرياح وبرد الشتاء والمطر عن سكان البيوت ولا يحجب عن سكانها الضوء . وكان ابتكار استعمال هذه الأطباق في القرن الثالث من التاريخ المسيحي ولكن تأخر الانتفاع به في ذلك مع الاضطرار إليه لعسر استعماله وسرعة تصدعه في النقل ووفرة ثمنه ولذلك اتخذ في النوافذ أول الأمر في البلاد التي يصنع فيها فبقى زمانا طويلا خاصا بمنازل الملوك والأثرياء .
والكوكب : النجم والدري بضم الدال وتشديد التحتية في قراءة الجمهور واحد الدراري وهي الكواكب الساطعة النور مثل الزهرة والمشتري منسوبة إلى الدر في صفاء اللون وبياضه والياء فيه ياء النسبة وهي نسبة المشابهة كما في قول طرفة يصف راحلته : .
" جمالية وجناء...البيت أي كالجمل في عظم الجثة وفي القوة . وقولهم في المثل " بات بليلة نابغية " أي كليلة النابغة في قوله : .
" فبت كأني ساورتني ضئيلة...الأبيات قال الحريري " فبت بليلة نابغية . وأحزان يعقوبية " المقامة السابعة والعشرون .
ومنه قولهم : وردي اللون أي كلون الورد . والدر يضرب مثلا للإشراق والصفاء . قال لبيد : .
وتضيء في وجه الظلام منيرة ... كجمانة البحري سل نظامها وقيل الكوكب الدري علم بالغلبة على كوكب الزهرة .
وقرأ أبو عمرو والكسائي ( دري ) بكسر الدال ومد الراء على وزن شريب من الدرء وهو الدفع لأنه يدفع الظلام بضوءه أو لأن بعض شعاعه يدفع بعضا فيما يخاله الرائي .
وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم بضم الدال ومد الراء من الدرء أيضا على أن وزنه فعيل وهو وزن نادر في كلام العرب لكنه من أبنية كلامهم عند سيبويه ومنه علية وسرية وذرية بضم الأول في ثلاثتها .
وإنما سلك طريق التشبيه في التعبير عن شدة صفاء الزجاجة لأنه أوجز لفظا وأبين وصفا . وهذا تشبيه مفرد في أثناء التمثيل ولاحظ له في التمثيل .
وجملة ( يوقد من شجرة ) الخ في موضع الصفة ل ( مصباح ) .
وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم ( يوقد ) بتحتية في أوله مضمومة بعدها واو ساكنة وبفتح القاف مبنيا للنائب أي يوقده الموقد فالجملة حال من ( مصباح ) .
وقرأه حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف ( توقد ) بفوقية مفتوحة في أوله وبفتح الواو وتشديد القاف مفتوحة ورفع الدال على أنه مضارع توقد حذفت منه إحدى التاءين وأصله تتوقد على أنه صفة أو حال من ( مشكاة ) أو من ( زجاجة ) أو من المذكورات وهي مشكاة ومصباح وزجاجة أي تنير . وإسناد التوقد إليها مجاز عقلي .
وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر مثل قراءة حمزة ومن معه لكن بفتح الدال على أنه فعل مضي حال أو صفة لمصباح .
والإيقاد : وضع الوقود وهو ما يزاد في النار المشتعلة ليقوى لهبها وأريد به هنا ما يمد به المصباح من الزيت .
وفي صيغة المضارع على قراءة الأكثرين إفادة تجدد إيقاده أي لا يذوى ولا يطفأ . وعلى قراءة ابن كثير ومن معه بصيغة المضي إفادة أن وقوده ثبت وتحقق .
وذكرت الشجرة باسم جنسها ثم أبدل منه ( زيتونة ) وهو اسم نوعها للإبهام الذي يعقبه التفصيل اهتماما بتقرر ذلك في الذهن . ووصف الزيتونة بالمباركة لما فيها من كثرة النفع فإنها ينتفع بحبها أكلا وبزيتها كذلك ويستنار بزيتها ويدخل في أدوية وإصلاح أمور كثيرة وينتفع بحطبها وهو أحسن حطب لأن فيه المادة الدهنية قال تعالى ( تنبت بالدهن ) وينتفع بجودة هواء غاباتها .
A E