وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فقلت لها أهلا وسهلا ومرحبا ... فردت بتأهيل وسهل ومرحب وفي الحديث ( تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ) . وهي قريبة من النحت مثل : بسمل إذا قال : بسم الله وحسبل إذا قال : حسبنا الله .
و ( على أهلها ) يتعلق ب ( تسلموا ) لأنه أصله من بقية الجملة التي صيغ منها الفعل التي أصلها : السلام عليكم كما يعدى رحب به إذا قال : مرحبا بك وكذلك أهل به وسهل به . ومنه قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) .
وصيغة التسليم هي : السلام عليكم . وقد علمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ونهى أبا جزي الهجيمي عن أن يقول : عليك السلام . وقال له : إن عليك السلام تحية الميت ثلاثا أي الابتداء بذلك . وأما الرد فيقول : وعليك السلام بواو العطف وبذلك فارقت تحية الميت ورحمة الله . أخرج ذلك الترمذي في كتاب الاستئذان . وتقدم السلام في قوله تعالى ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم ) في سورة الأنعام .
وأما قوله ( فإن لم تجدوا فيها أحدا ) الخ للاحتراس من أن يظن ظان أن المنازل غير المسكونة يدخلها الناس في غيبة أصحابها بدون إذن منهم توهما بأن علة شرع الاستئذان ما يكره أهل المنازل من رؤيتهم على غير تأهب بل العلة هي كراهتهم رؤية ما يحبون ستره من شؤونهم . فالشرط هنا يشبه الشرط الوصلي لأنه مراد به المبالغة في تحقيق ما قبله ولذلك ليس له مفهوم مخالفة .
والغاية في قوله ( حتى يؤذن لكم ) لتأكيد النهي بقوله ( فلا تدخلوها ) أي حتى يأتي أهلها فيأذنوا لكم .
وقوله ( والله بما تعملون عليم ) تذييل لهذه الوصايا بتذكيرهم بأن الله عليم بأعمالهم ليزدجر أهل الإلحاح عن إلحاحهم بالتثقيل وليزدجر أهل الحيل أو التطلع من الشقوق ونحوها . وهذا تعريض بالوعيد لأن في ذلك عصيانا لما أمر الله به . فعلمه به كناية عن مجازاته فاعليه بما يستحقون .
وخطاب ( لا تدخلوا ) يعم وهو مخصوص بمفهوم قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ) كما سيأتي . ولذا فأن المماليك والأطفال مخصصون من هذا العموم كما سيأتي .
وقرأ الجمهور ( بيوتا ) حيثما وقع بكسر الباء . وقرأه أبو عمرو وورش عن نافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر بضم الباء . وقد تقدم في سورة آل عمران .
( ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون [ 29 ] ) هذا تخصيص لعموم قوله ( بيوتا غير بيوتكم ) بالبيوت المعدة للسكنى فأما البيوت التي ليست معدودة للسكنى إذا كان لأحد حاجة في دخولها أن له أن يدخلها لأن كونها غير معدودة للسكنى تجعل القاطن بها غير محترز من دخول الغير إليها بل هو على استعداد لمن يغشاه فهي لا تخلو من أن تكون خاوية من الساكن مثل البيوت المقامة على طرق المسافرين لنزولهم كما كانت بيوت على الطريق بين الحجاز والشام في طريق التجار كانوا يأوون إليها ويحطون فيها متعاهم للاستراحة ثم يرتحلون عنها ويستأنفون سيرهم وتسمى الخانات جمع خان بالخاء المعجمة فهو اسم معرب من الفارسية . ومثلها بيوت كانت في بعض سكك المدينة كانوا يضعون بها متاعا وأقتابا وقد بناها بعض من يحتاج إليها وارتفق بها غيرهم .
وأما أن تكون تلك البيوت مأهولة بأناس يقطنونها يأوون المسافرين ورحالهم ورواحلهم ويحفظون أمتعتهم ويبيتونهم حتى يستأنفوا المرحلة مثل الخانات المأهولة والفنادق . وكذلك البيوت المعدودة لبيع السلع والحمامات وحوانيت التجار وكذلك المكتبات وبيوت المطالعة فهذه مأهولة ولا تسمى مسكونة لأن السكنى هي الإقامة التي يسكن بها المرء ويستقر فيها ويقيم فيها شؤونه . فمعنى قوله ( غير مسكونة ) أنها غير مأهولة على حالة الاستقرار أو غير مأهولة البتة .
وأما الخوانيق " جمع خانقاه ويقال الخانكات جمع خانكاه " وهي منازل ذات بيوت يقطنها طلبة الصوفية وكذلك المدارس يقطنها طلبة العلم وكذلك الربط جمع رباط وهو مأوى الحراس على الثغور فلا استئذان بين قاطنها لأنهم قد طرحوا الكلفة فيما بينهم فصاروا كأهل البيت الواحد ولكن على الغريب عنهم أن يستأذن في الدخول عليهم فيأذن له ناظرهم أو كبيرهم أو من يبلغ عنهم .
وقوله ( فيها متاع لكم ) صفة ثانية ل ( بيوتا ) .
A E