وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإن من ذيول قصة الإفك أن أبا بكر رضي الله عنه كان ينفق على مسطح بن أثاثة المطلبي إذ كان ابن خالة أبي بكر الصديق وكان من فقراء المهاجرين فلما علم بخوضه في قضية الإفك أقسم أن لا ينفق عليه . ولما تاب مسطح وتاب الله عليه لم يزل أبو بكر واجدا في نفسه على مسطح فنزلت هذه الآية . فالمراد من أولي الفضل ابتداء أبو بكر والمراد من أولي القربى ابتداء مسطح بن أثاثة وتعم الآية غيرهما ممن شاركوا في قضية الإفك وغيرهم ممن يشمله عموم لفظها فقد كان لمسطح عائلة تنالهم نفقة أبي بكر . قال ابن عباس : إن جماعة المؤمنين قطعوا منافعهم عن كل من قال في الإفك وقالوا : والله لا نصل من تكلم في شأن عائشة فنزلت الآية في جميعهم .
ولما قرأ رسول الله على الله عليه وسلم الآية إلى قوله ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) قال أبو بكر : بلى أحب أن يغفر الله لي . ورجع إلى مسطح وأهله ما كان ينفق عليهم . قال ابن عطية : وكفر أبو بكر عن يمينه رواه عن عائشة .
وقرأ الجمهور ( ولا يأتل ) . والايتلاء افتعال من الإلية وهي الحلف وأكثر استعمال الإلية في الحلف على امتناع يقال : إلى وائتلي . وقد تقدم عند قوله تعالى ( للذين يؤلون من نسائهم ) في سورة البقرة . وقرأه أبو جعفر ( ولا يتأل ) من تألي تفعل الألية .
والفضل : أصله الزيادة فهو ضد النقص وشاع إطلاقه على الزيادة في الخير والكمال الديني وهو المراد هنا . ويطلق على زيادة المال فوق حاجة صاحبه وليس مرادا هنا لأن عطف ( والسعة ) عليه يبعد ذلك . والمعني من أولي الفضل ابتداء أبو بكر الصديق .
والسعة : الغنى . والأوصاف في قوله ( أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ) مقتضية المواساة بانفرادها فالحلف على ترك مواساة واحد منهم سد لباب عظيم من المعروف وناهيك بمن جمع الأوصاف كلها مثل مسطح الذي نزلت الآية بسببه .
والاستفهام في قوله ( ألا تحبون ) إنكاري مستعمل في التحضيض على السعي فيما به المغفرة وذلك العفو والصفح في قوله ( وليعفوا وليصفحوا ) . وفيه إشعار بأنه قد تعارض عن أبي بكر سبب المعروف وسبب البر في اليمين وتجهم الحنث وأنه أخذ بجانب البر في يمينه وترك جانب ما يفوته من ثواب الإنفاق ومواساة القرابة وصلة الرحم وكأنه قدم جانب التأثم على جانب طلب الثواب فنبهه الله على أنه يأخذ بترجيح جانب المعروف لأن لليمين مخرجا وهو الكفارة .
وهذا يؤذن بأن كفارة اليمين كانت مشروعة من قبل هذه القصة ولكنهم كانوا يهابون الإقدام على الحنث كما جاء في خبر عائشة : أن لا تكلم عبد الله بن الزبير حين بلغها قوله : إنه يحجر عليها لكثرة إنفاقها المال . وهو في صحيح البخاري في كتاب الأدب باب الهجران .
وعطف ( والله غفور رحيم ) على جملة ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) زيادة في الترغيب في العفو والصفح وتطمينا لنفس أبي بكر في حنثه وتنبيها على الأمر بالتخلق بصفات الله تعالى .
( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم [ 23 ] يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون [ 24 ] يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين [ 25 ] ) جملة ( إن الذين يرمون المحصنات ) استئناف بعد استئناف قوله ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ) والكل تفصيل للموعظة التي في قوله ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ) فابتدئ بوعيد العود إلى محبته ذلك وثني بوعيد العودة إلى إشاعة القالة فالمضارع في قوله ( يرمون ) للاستقبال . وإنما لم تعطف هذه الجملة لوقوع الفصل بينها وبين التي تناسبها بالآيات النازلة بينهما من قوله ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ) .
واسم الموصول ظاهر في إرادة جماعة وهم عبد الله بن أبي سلول ومن معه .
A E