وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والذين سعوا هم الفريق المقابل للذين آمنوا فمعناه : والذين استمروا على الكفر فعبر عن الاستمرار بالسعي في الآيات لأنه أخص من الكفر وذلك حال المشركين المتحدث عنهم .
والسعي : المشي الشديد ويطلق على شدة الحرص في العمل تشبيها للعامل الحريص بالماشي الشديد في كونه يكد للوصول إلى غاية كما قال تعالى ( ثم أدبر يسعى فحشر فنادى ) . فليس المراد أن فرعون خرج يمشي وأنما المراد أنه صرف عنايته لإحضار السحرة لإحباط دعوة موسى وقال تعالى ( ويسعون في الأرض فسادا ) .
والكلام تمثيل شبهت هيئة تفننهم في التكذيب بالقرآن وتطلب المعاذير لنقض دلائله من قولهم : هو سحر هو شعر هو أساطير الأولين هو قول مجنون وتعرضهم بالمجادلات والمناقضات للنبي A بهيئة الساعي في طريق يسابق غيره ليفوز بالوصول .
والمعاجز : المسابق الطالب عجز مسايره عن الوصول إلى غايته وعن اللحاق به فصيغ له المفاعلة لأن كل واحد يطلب عجز الآخر عن لحاقه . والمعنى : أنهم بعملهم يغالبون رسول الله A وهم لا يشعرون أنهم يحاولون أن يغلبوا الله وقد ظنوا أنهم نالوا مرادهم في الدنيا ولم يعلموا ما لهم من سوء العاقبة .
وقرأ الجمهور ( معاجزين ) " بألف بعد العين " وقرأه ابن كثير وأبوا عمرو ( معجزين ) بفتح العين وتضعيف الجيم أي محاولين إعجاز الله تعالى وهم لا يعلمون .
والتصدير باسم الإشارة في قوله ( أولئك أصحاب الجحيم ) للتنبيه على أن المخبر عنهم جديرون بما سيرد بعد اسم الإشارة من الحكم لأجل ما ذكر قبله من الأوصاف أي هم أصحاب الجحيم لأنهم سعوا في آياتنا معاجزين . ومن أحسن ما يفسر هذه الآية ما جاء في الحديث الصحيح أن النبي A قال : " إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وأنا النذير العريان . فالنجاء النجاء فأطاعته طائفة من قومه فأدلجوا وانطلقوا على مهلهم . وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم . فذلك مثلي ومثل من أطاعني واتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق " .
( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم [ 52 ] ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شفاق بعيد [ 53 ] وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم [ 54 ] ) عطف على جملة ( قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين ) لأنه لما أفضى الكلام السابق إلى تثبيت النبي A وتأنيس نفسه فيما يلقاه من قومه من التكذيب بأن تلك شنشنة الأمم الظالمة من قبلهم فيما جاء عقب قوله ( وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ) الخ وأنه مقصور على النذارة فمن آمن فقد نجا ومن كفر فقد هلك أريد الانتقال من ذلك إلى تفصيل تسليته وتثبيته بأنه لقي ما لقيه سلفه من الرسل والأنبياء ( عليهم السلام ) وأنه لم يسلم أحد منهم من محاولة الشيطان أن يفسد بعض ما يحاولونه من هدي الأمم وأنهم لقوا من أقوامهم مكذبين ومصدقين سنة الله في رسله ( عليهم السلام ) .
فقوله ( من رسول ولا نبي ) نص في العموم فأفاد أن ذلك لم يعد أحد من الأنبياء والرسل .
وعطف ( نبي ) على ( رسول ) دال على أن للنبي معنى غير معنى الرسول .
فالرسول : هو الرجل المبعوث من الله إلى الناس بشريعة . والنبي : من أوحى الله إليه بإصلاح أمر قوم بحملهم على شريعة سابقة أو بإرشادهم إلى ما هو مستقر في الشرائع كلها فالنبي أعم من الرسول وهو التحقيق .
A E