وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقيل : المراد في هذه الآية بمن يجادل في الله : النضر بن الحارث كرر الحديث عنه تبيينا لحالتي جداله . وقيل المراد بمن يجادل في هذه الآية أبو جهل كما قيل : أن المراد في الآية الماضية النضر بن الحارث فجعلت الآية خاصة بسبب نزولها في نظر هذا القائل وروي ذلك عن أبن عباس وقيل : هو الأخنس بن شريق وتقدم معنى قوله ( بغير علم ) في نظير هذه الآية . وقيل المراد ب ( من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ) المقلدون " بكسر اللام " من المشركين الذين يتبعون ما تمليه عليهم سادة الكفر . والمراد ب ( من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ) المقلدون " بفتح اللام " أئمة الكفر .
والهدى مصدر في معنى المضاف إلى مفعوله أي ولا هدى هو مهدي به وتلك مجادلة المقلد إذا كان مقلدا هاديا للحق مثل أتباع الرسل فهذا دون مرتبة من يجادل في الله بعلم . ولذلك لم يستغن بذكر السابق عن ذكر هذا .
A E والكتاب المنير : كتب الشرائع مثل : التوراة والإنجيل . وهذا كما يجادل أهل الكتاب قبل مجيء الإسلام المشركين والدهريين فهو جدال بكتاب منير .
والمنير : المبين للحق شبه بالمصباح المضيء في الليل .
ويجيء في وصف ( كتاب ) بصفة ( منير ) تعريض بالنضر ابن الحارث إذ كان يجادل في شأن الإسلام بالموازنة بين كتاب الله المنير وكتاب أخبار رستم وكتاب أخبار أسفنديار المظلمة الباطلة .
والثني : لي الشيء يقال : ثني عنان فرسه إذا لواه ليدير رأس فرسه إلى الجهة التي يريد أن يوجهه إليها . ويطلق أيضا الثني على الإمالة .
والعطف : المنكب والجانب و ( ثاني عطفه ) تمثيل للتكبير والخيلاء . ويقال : لوي جيده إذا أعرض تكبرا . وهذه الصفة تنطبق على حال أبي جهل فلذلك قيل إنه المراد هنا .
واللام في قوله ( ليضل ) لتعليل المجادلة فهو متعلق ب ( يجادل ) أي غرضه من المجادلة الإضلال .
وسبيل الله : الدين الحق .
وقوله ( ليضل ) " بضم الياء " أي ليضلل الناس بجداله . فهذا المجادل يريد بجدله ان يوهم العامة بطلان الإسلام كيلا يتبعوه .
وإفراد الضمير في قوله ( عطفه ) وما ذكر بعده مراعاة للفظ ( من ) وإن كان معنى تلك الضمائر الجمع .
وخزي الدنيا : الإهانة وهو ما أصابهم من القتل يوم بدر ومن القتل والأسر بعد ذلك . وهؤلاء هم اللذين لم يسلموا بعد . وينطبق الخزي على ما حصل لأبي جهل يوم بدر من قتله بيد غلامين من شباب الأنصار وهما أبناء عفراء . وباعتلاء عبد الله بن مسعود على صدره وذبحه وكان في عظمته لا يطر أمثال هؤلاء الثلاثة بخاطره .
وينطبق الخزي أيضا على ما حل بالنضر بن الحارث من الأسر يوم بدر وقتله صبرا في موضع يقال له : الأثيل قرب المدينة عقب واقعة بدر كما وصفته أخته قتيلة في رثائه من قصيدة : .
صبرا يقاد إلى المنية متعبا ... صبر المقيد وهو عان موثق وإذا كانت هذه الآية ونظيرتها التي سبقت مما نزل بمكة لا محال كان قوله تعالى ( له في الدنيا خزي ) من الإخبار بالغيب وهو من معجزات القرآن وإذاقة العذاب تخيل للمكنية .
وجملة ( ذلك بما قدمت يداك ) مقول قول محذوف تدل عليه صيغة الكلام وهي جملة مستأنفة أو في موضع الحال من ضمير النصب في قوله تعالى ( ونذيقه ) .
و ( قدمت ) بمعنى : أسلفت . جعل كفره كالشيء الذي بعث به إلى دار الجزاء بل أن يصل هو إليها فوحده يوم القيامة حاضرا ينتظره قال تعالى ( ووجدوا ما عملوا حاضرا ) .
والإشارة إلى العذاب . والباء سببية و ( ما ) موصولة . وعطف على ( ما ) الموصولة قوله تعالى ( وأن الله ليس بظلام للعبيد ) لأنه في تأويل مصدره أي وبانتفاء ظلم الله العبيد أي ذلك العذاب مسبب لهذين الأمرين فصاحبه حقيق به لأنه أثر عدل الله تعالى وأنه لم يظلمه فيما أذاقه .
وصيغة المبالغة تقتضي بظاهرها نفي الظلم الشديد . والمقصود أن الظلم من حيث هو ظلم أمر شديد فصيغت له زنة المبالغة وكذلك التزمت في ذكره حيثما وقع في القرآن . وقد اعتاد جمع من المتأخرين أن يجعلوا المبالغة راجعة للنفي لا للمنفي وهو بعيد .
( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين [ 11 ] )