وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واللام للتعليل متعلقة بما في تضمينه جواب الشرط من فعل ونحوه تدل عليه جملة ( فإنا خلقناكم من تراب ) الخ وهو فعل : فاعلموا أو فنعلمكم أو فانظروا .
وحذف مفعول ( لنبين ) لتذهب النفس في تقديره كل مذهب مما يرجع إلى بيان ما في هذه التصرفات من القدرة والحكمة أي لنبين لكم قدرتنا وحكمتنا .
A E وجملة ( ونقر ) عطف على جملة ( فإنا خلقناكم من تراب ) . وعدل عن فعل المضي إلى المضارع للدلالة على استحضار تلك الحالة لما فيها من مشابهة استقرار الأجساد في الأجداث ثم إخراجها منها بالبعث كما يخرج الطفل من قرارة الرحم مع تفاوت القرار . فمن الأجنة ما يبقى ستة أشهر ومنها ما يزيد على ذلك وهو الذي أفاده إجمال قوله تعالى ( إلى أجل مسمى ) والاستدلال في هذا كله بأنه إيجاد بعد العدم وإعدام بعد الوجود لتبيين إمكان البعث بالنظير وبالضد .
والأجل : الأمد المجعول لإتمام عمل ما والمراد هنا مدة الحمل .
والمسمى : اسم مفعول سماه إذا جعل له اسما ويستعار المسمى للمعين المضبوط لضبط الأمور غير المشخصة بعدد معين أو وقت محسوب بتسمية الشخص بوجه شبه يميزه عما شابهه . ومنه قول الفقهاء : المهر المسمى أي المعين من نقد معدود أو عرض موصوف وقول الموثقين : وسمي لها من الصداق كذا وكذا .
ولكل مولود مدة معينة عند الله لبقائه في رحم أمه قبل وضعه . والأكثر استكمال تسعة أشهر وتسعة أيام وقد يكون الوضع أسرع من تلك المدة لعارض وكل معين في علم الله تعالى . وتقدم في قوله تعالى ( إلى اجل مسمى فاكتبوه ) في سورة البقرة .
وعطف جملة ( ثم نخرجكم طفلا ) بحرف ( ثم ) للدلالة على التراخي الرتبي فإن إخراج الجنين هو المقصود وقوله ( طفل ) حال من ضمير ( نخرجكم ) أي حال كونكم أطفالا . وإنما أفرد ( طفلا ) لأن المقصود به الجنس فهو بمنزلة الجمع .
وجملة ( ثم لتبلغوا أشدكم ) مرتبطة بجملة ( ثم نخرجكم طفلا ) ارتباط العلة بالمعلول واللام للتعليل والمعلل فعل ( نخرجكم طفلا ) .
وإذا قد كانت بين الطفل وحال بلوغ الأشد أطوار كثيرة علم أن بلوغ الأشد هو العلة الكاملة لحكمة إخراج الطفل . وقد أشير إلى ما قبل بلوغ الأشد وما بعده قوله ( ومنكم من يتوفى من قبل ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ) .
وحرف ( ثم ) في قوله ( ثم لتبلغوا أشدكم ) تأكيد لمثله في قوله ( ثم نخرجكم طفلا ) هذا ما ظهر لي في اتصال هذه الجملة بما قبلها وللمفسرين توجيهات غير سالمة من التعقب ذكرها الآلوسي .
وإنما جعل بلوغ الأشد علة لأنه أقوى أطوار الإنسان وأجلى مظاهر مواهبه في الجسم والعقل وهو الجانب الأهم كما أومأ إلي ذلك قوله بعد هذا ( لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) فجعل ( الأشد ) كأنه الغاية المقصودة من تطويره . والأشد : سن الفتوة واستجماع القوى . وقد تقدم في سورة يوسف ( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما ) .
ووقع في سورة المؤمن ( ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ) . فعطف طور الشيخوخة على طور الأشد باعتبار أن الشيخوخة مقصد للأحياء لحبهم التعمير . وتلك الآية وردت مورد الامتنان فذكر فيها الطور الذي يتملى المرء فيه بالحياة . ولم يذكر في آية سورة الحج لأنها وردت مورد الاستدلال على الإحياء بعد العدم فلم يذكر فيها من الاضمحلال ولأن المخاطبين بها فريق معين من المشركين كانوا في طور الأشد وقد نبهوا عقب ذلك إلى أن منهم نفرا يردون إلى أرذل العمر وهو طور الشيخوخة بقوله ( ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ) .
وجيء بقوله ( ومنكم من يتوفى ) على وجه الاعتراض استقراء لأحوال الأطوار الدالة على عظيم القدرة والحكمة الإلهية مع التنبيه على تخلل الوجود والعدم أطوار الإنسان بدءا ونهاية كما يقتضيه مقام الاستدلال على البعث . والمعنى : ومنكم من يتوفى قبل بلوغ بعض الأطوار . وأما أصل الوفاة لاحقة لكل إنسان لا لبعضهم وقد صرح بهذا في سورة المؤمن ( ومنكم من يتوفى من قبل )