وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي مادة النفح أنه عطاء قليل نزر وبصميمة بناء المرة فيها والتنكير وإسناد المس إليها دون فعل آخر أربع مبالغات في التقليل فما ظنك بعذاب يدفع قليله من حل به إلى الإقرار باستحقاقه إياه وإنشاء تعجبه من سوء حال نفسه .
والويل تقدم عند قوله تعالى ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) في سورة البقرة وعند قوله تعالى ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) في أول سورة إبراهيم .
ومعنى ( إنا كنا ظالمين ) إنا كنا معتدين على أنفسنا إذ أعرضنا عن التأمل في صدق دعوة الرسول A . فالظلم في هذه الآية مراد به الإشراك لأن إشراكهم معروف لديهم فليس مما يعرفونه إذا مستهم نفحة من العذاب .
A E ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين [ 47 ] ) يجوز أن تكون الواو عاطفة هذه الجملة على جملة ( ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ) الخ لمناسبة قولهم ( إنا كنا ظالمين ) ولبيان أنهم مجازون على جميع ما أسلفوه من الكفر وتكذيب الرسول بيانا بطريق ذكر العموم بعد الخصوص في المجازين فشابه التذييل من أجل عموم قوله تعالى ( فلا تظلم نفس شيئا ) وفي المجازي عليه من أجل قوله تعالى ( وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها ) .
ويجوز أن تكون الواو للحال من قوله ( ربك ) وتكون نون المتكلم المعظم التفاتا لمناسبة الجزاء للأعمال كما يقال : أدى إليه الكيل صاعا بصاع ولذلك فرع عليه قوله تعالى ( فلا تظلم نفس شيئا ) .
ويجوز أن تكون الجملة معترضة وتكون الواو اعتراضية . والوضع حقيقته : حط الشيء ونصبه في مكان وهو ضد الرفع . ويطلق على صنع الشيء وتعيينه للعمل به وهو في ذلك مجاز .
والميزان : اسم آلة الوزن . وله كيفيات كثيرة تختلف باختلاف العوائد وهي تتحد في كونها ذات طبقين متعادلين في الثقل يسميان كفتين " بكسر الكاف وتشديد الفاء " تكونان من خشب أو من حديد وإذا كانتا من صفر سميتا صنجتين " بصاد مفتوحة ونون ساكنة " معلق كل طبق بخيوط في طرف يجمعهما عود من حديد أو خشب صلب في طرفيه عروتان يشد بكل واحدة منهما طبق من الطبقين يسمى ذلك العود " شاهين " وهو موضوع ممدودا وتجعل بوسطه على السواء عروة لتمسكه منها يد الوازن وربما جعلوا تلك العروة مستطيلة من معدن وجعلوا فيها إبرة غليظة من المعدن منوطة بعروة صغيرة من معدن مصوغة في وسط " الشاهين " فإذا ارتفع الشاهين تحركت تلك الإبرة فإذا ساوت وسط العروة الطويلة على سواء عرف اعتدال الوزن وإن مالت عرف عدم اعتداله وتسمى تلك الإبرة لسانا فإذا أريد وزن شيئين ليعلم أنهما مستويان أو أحدهما أرجح وضع كل واحد منهما في كفة فالتي وضع فيها الأثقل منهما تنزل والأخرى ذات الأخف ترتفع وإن استويتا فالموزونان مستويان وإذا أريد معرفة ثقل شيء في نفسه دون نسيته إلى شيء آخر جعلوا قطعا من معدن : صفر أو نحاس أو حديد أو حجر ذات مقادير مضبوطة مصطلح عليها مثل الدرهم والأوقية والرطل فجعلوها تقديرا لتقل الموزون ليعلم مقدار ما فيه لدفع الغبن في التعاوض ووحدتها هو المثقال ويسمى السنج " بفتح السين المهملة وسكون النون بعدها جيم " .
والقسط " بكسر القاف وسكون السين " اسم المفعول وهو مصدر وفعله أقسط مهموزا . وتقدم في قوله تعالى ( قائما بالقسط ) في سورة آل عمران .
وقد اختلف علماء السلف في المراد من الموازين هنا : أهو الحقيقة أم المجاز فذهب الجمهور إلى أنه حقيقة وأن الله يجعل في يوم الحشر موازين لوزن أعمال العباد تشبه الميزان المتعارف . فمنهم من ذهب إلى أن لكل أحد من العباد ميزانا خاصا به توزن به أعماله وهو ظاهر صيغة الجمع في هذه الآية وقوله تعالى ( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ) في سورة القارعة .
ومنهم من ذهب إلى أنه ميزان واحد توزن فيه أعمال العباد واحدا فواحدا وأنه بيد جبريل وعليه فالجمع باعتبار ما يوزن فيها ليوافق الآثار الواردة في أنه ميزان عام .
واتفق الجميع على أنه مناسب لعظمة ذلك لا يشبه ميزان الدنيا ولكنه على مثاله تقريبا . وعلى هذا التفسير يكون الوضع مستعملا في معناه الحقيقي وهو النصب والإرصاد